Skip to main content

«مكافحة الإرهاب» البريطانية تتأهب لتهديدات أمنية إيرانية

الشرطة البريطانية
AvaToday caption
في أغسطس (آب) الماضي، قالت صحيفة «صنداي تايمز» إن وزارة الداخلية البريطانية تعتقد أن «الحرس الثوري» الإيراني يمثل حالياً أكبر تهديد للأمن القومي البريطاني
posted onOctober 31, 2023
nocomment

ذكرت صحيفة «الغارديان» أن أجهزة مكافحة الإرهاب في بريطانيا، تراقب عن كثب احتمال استغلال إيران الحرب بين «حماس» وإسرائيل للوصول إلى أهدافها، وسط مخاوف من أن طهران تشكل تهديداً أمنياً بالغاً للمعارضين والمنتقدين.

وتتمثل المخاوف من سعي إيراني محتمل لـ«تشجيع» الجماعات المتشددة، أو حتى الأنشطة الإرهابية في الأراضي البريطانية، في ظل الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة، خصوصاً العلميات البرية للجيش الإسرائيلي.

وذكرت صحيفة «الغارديان» في هذا الصدد أن «مثل هذه التطورات سوف تكون خطوة مهمة في مجال نشاط الدولة الإيرانية في المملكة المتحدة». وقال مصدر أمني بريطاني: «إننا متأهبون ومستعدون لمواجهة الخطر». وقال مسؤولون في الحكومة البريطانية، إن «الحرس الثوري» الإيراني، الذي يعمل بشكل وثيق مع «حماس» وغيرها من الجماعات المسلحة مثل «حزب الله» اللبناني، «كوّن منذ فترة طويلة شبكة نفوذ في المملكة المتحدة»، ويرتبط بأكثر من 10 مساجد ومجموعات ومؤسسات تعليمية في أنحاء البلاد.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذر رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (إم آي 5)، كين ماكالوم، من مخاطر «إرهابية» مدعومة من إيران، متوقعاً أن تنعكس تطورات منطقة الشرق الأوسط على «زيادة حجم التهديد الإرهابي».

وشدد كين ماكالوم، الذي نادراً ما تنقل الصحافة عنه تصريحات، على التهديد الذي تمثله طهران، وقال: «من الواضح أننا قلقون بشأن سلوك إيران في المملكة المتحدة منذ فترة طويلة»، مضيفاً أن النظام في طهران يشكل بالفعل تهديداً «قوياً بارزاً» لكنه قد «ينتقل الآن إلى اتجاهات جديدة».

وقال ماكالوم إن «الأنشطة المدعومة من إيران في المملكة المتحدة على مدى الأشهر الـ18 الماضية أو نحو ذلك استهدفت أعداء النظام الداخليين ومعارضين والمؤسسات الإعلامية الناطقة باللغة الفارسية». وأضاف: «من الواضح أن الأحداث في الشرق الأوسط تزيد من احتمالات أن تقرر إيران التحرك في اتجاهات جديدة. لا أستبعد أن تكون المملكة المتحدة معنية بذلك»، لافتاً إلى أن جهاز الأمن الداخلي البريطاني يعمل على مستوى عال لمواجهة التهديدات الإيرانية. في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قال ماكالوم، إن إيران شاركت في 10 مؤامرات «لاختطاف أو حتى قتل أفراد بريطانيين أو مقيمين في المملكة المتحدة» في ذلك العام وحتى الآن. وبحلول فبراير (شباط) من هذا العام، ارتفع الرقم إلى 15.

في أغسطس (آب) الماضي، قالت صحيفة «صنداي تايمز» إن وزارة الداخلية البريطانية تعتقد أن «الحرس الثوري» الإيراني يمثل حالياً أكبر تهديد للأمن القومي البريطاني، على خلفية التوصل لأدلة جديدة بشأن مؤامرات تستهدف معارضين إيرانيين يقيمون في بريطانيا.

وقال مصدر مقرَّب من وزيرة الداخلية، للصحيفة إن «التهديد الإيراني هو أكثر ما يُقلقنا، فهو مشكلة كبيرة لأنهم يزدادون عدائية، وتزداد شهيّتهم، إنهم يتخذون موقف الدفاع في مواجهة أي شخص يتحدى نظامهم، ويريدون القضاء عليه، إن هياجهم يزداد».

وشهدت بريطانيا في بداية العام الحالي نقاشاً داخلياً محتدماً حول تصنيف «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب. وفي بداية فبراير الماضي، ذكرت «التايمز» أن الحكومة أوقفت «مؤقتاً» مشروع تصنيف «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب، بعد معارضة وزير الخارجية جيمس كليفرلي، رغم إصرار وزير الداخلية، ووزير الأمن توم توجندهات.

وأرجعت صحيفة «الغارديان» ذلك جزئياً إلى اعتقادها بأن ذلك القرار سوف يؤدي إلى طرد السفير البريطاني في طهران، ونتيجة لذلك، فقدان المملكة المتحدة لنفوذها المتبقي في إيران.