Skip to main content

طهران بعثت رسالة دموية عبر "حماس" إلى واشنطن

غزة
AvaToday caption
لم يكن بإمكان حركة حماس أن تنفذ أياً من عملياتها العسكرية في نهاية الأسبوع، لولا إيران التي تربطها بها علاقات تاريخية. صحيح أن العلاقة بين حماس وطهران انهارت خلال الأزمة السورية
posted onOctober 12, 2023
nocomment

أظهر الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل أنه رغم الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بين طهران وواشنطن، فشل الولايات المتحدة في كبح طموحات النظام الإيراني.

في تقرير نشرته صحيفة "ذا هيل"، الإثنين الماضي، ناقشت خلاله هجوم حركة "حماس" على إسرائيل، وقالت إنه بغض النظر عما إذا ما أمرت طهران حركة "حماس" بالهجوم على إسرائيل أم لا، فإن دعم النظام الإيراني لهذه الجماعة المسلحة يبعث برسالة تحد واضحة إلى واشنطن.

وتحدث التقرير أنه رغم أن المسؤولين الأميركيين لم يؤكدوا بعد تورط النظام الإيراني المباشر في الهجوم الذي شنته "حماس" على إسرائيل، إلا أنهم أكدوا في أكثر من مناسبة أن إيران تشارك بشكل غير مباشر في تدريب وتمويل ودعم حركة "حماس".

ويعد الهجوم الذي شنته حركة "حماس" أسوأ هجوم على إسرائيل منذ 50 عاماً، يظهر جلياً أن طهران مستعدة بشكل متزايد لإيذاء حلفاء واشنطن. وفي الواقع، أن إيران تحاول تفويض نفوذ الولايات المتحدة من خلال المجموعات المسلحة المرتبطة بطهران فيما يتزايد فيه نفوذ النظام الإيراني في المنطقة.

وفي تقرير "ذا هيل"، يقول مدير الأبحاث في منتدى الشرق الأوسط، جوناثان سباير، إن إيران تسعى إلى هزيمة إسرائيل باستراتيجية الموت بألف جرح".

ويؤكد جوناثان سباير، أن "النظام الإيراني يهدف إلى تدمير معنويات الإسرائيليين. فطهران تعمل على أن تجعل الشعب الإسرائيلي يفقد الثقة بالنظام ومؤسساته ومغادرة البلاد في نهاية المطاف. ولهذا السبب طهران تدعم "حماس". ولهذا السبب أنشأوا "حزب الله" اللبناني. تخطط إلى تطويق إسرائيل بقوات عسكرية مشتركة".

ويعتقد سباير، "صحيح أن إيران نفت أي دور لها في هذا الهجوم الوحشي والمفاجئ الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، إلا أنها رحبت به واحتفلت على أنه نصر فلسطيني. وكلا الطرفين (حماس وإيران) اعترفا علناً بشراكتهما الاستراتيجية. لإيران و"حماس" أهداف منفصلة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ عقود، إلا أن هذه الأهداف قد اتحدت في الهجوم الأخير.

يضيف، أن "إيران تخوض حرباً منذ سنوات بالوكالة ضد إسرائيل عبر حلفائها مثل حزب الله اللبناني وحماس وغيرها من المجموعات المسلحة. وتزامن هذا الهجوم الجديد في الوقت الذي يسعى فيه النظام الإيراني إلى تدمير مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط، وكذلك تقييد النفوذ الأميركي وإفشال جهود التقارب بين تل أبيب والرياض".

ونقلت صحيفة "ذا هيل" عن مدير مكافحة الإرهاب في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ماثيو ليفيت، القول إنه "في خضم الصراعات الداخلية بإسرائيل أرادت حركة حماس إظهار قوتها وإعادة الحركة الفلسطينية إلى الساحة الدولية من جديد. لقد اعتقدت أن إسرائيل ضعيفة في الوقت الحالي وخططوا بالفعل إلى استغلال الفرصة".

يوضح، "ومع ذلك، لم يكن بإمكان حركة حماس أن تنفذ أياً من عملياتها العسكرية في نهاية الأسبوع، لولا إيران التي تربطها بها علاقات تاريخية. صحيح أن العلاقة بين حماس وطهران انهارت خلال الأزمة السورية، لكنها تعززت خلال السنوات القليلة الماضية، وقدمت على إثرها طهران التدريب العسكري وكثيراً من الموارد الأخرى لمقاتلي حماس". ويضيف ليفيت أنه "رغم عدم وجود أي دليل حتى الآن يؤكد أن لإيران دور في هجوم حركة حماس على إسرائيل، إلا أنه يظهر أنه على الرغم من الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بين طهران وواشنطن، فإن الولايات المتحدة فشلت في كبح طموحات إيران".

في السياق، وتحديداً في الشهر الماضي، وافقت واشنطن على اتفاق أدى إلى الإفراج عن ستة مليارات دولار من الأصول المجمدة الإيرانية مقابل إطلاق سراح خمسة من السجناء الأميركيين في إيران. أما الآن، وبعد الهجوم الذي نفذته "حماس" على إسرائيل، انتقد المشرعون الجمهوريون بشدة إدارة بايدن لمرونتها تجاه النظام الإيراني، ورفع العقوبات واستجداء هذا النظام للعودة إلى الاتفاق النووي.

وفي النهاية يتساءل كاتب التقرير بالقول إنه "بعد هجوم حماس، شعر الغرب بقلق شديد إذا ما كان النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط يتضاءل أم لا". في الواقع، ينبغي القول إن ناقوس الخطر قد دق في وقت مبكر من هذا العام، وذلك عندما ساعدت الصين في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية. هذا الاتفاق لم يكن للولايات المتحدة أي دور فيه. وعليه، بالنظر إلى هذه القضايا، ترى بعض الدول الإقليمية مثل إيران أن الولايات المتحدة في طريقها إلى خسارة قوتها في منطقة الشرق الأوسط، وإذا ما تم إضعاف إسرائيل في هذا الاشتباك، فهذا يعني تهديداً لنفوذ واشنطن".