Skip to main content

أزمة النظام الايراني أکبر وأخطر من أي وقت آخر

النظام الايراني
AvaToday caption
إنتفاضات 28 ديسمبر 2017، و15 نوفمبر 2019، و16 سبتمبر 2022، اللائي أثرن الى أبعد حد على هيبة النظام وأثبتن بأنه ليس ذلك النظام الخارق
posted onAugust 27, 2023
nocomment

موسى أفشار

عند النظر الى الثورة الايرانية التي أسقطت نظام الشاه عام 1979، والتي لم تلفت نظر العالمين الاسلامي والعربي فقط بل وحتى إنها تخطت وتجاوزت ذلك الى الحد الذي جعل العالم يربط بين الثورة وبين حضارة إيران التي تمتد لأكثر من 2500 عاما، وبنفس السياق فإننا لو وضعنا الديكتاتورية الملكية المطلقة للشاه ومن بعدها الديكتاتورية الدينية التي أسسها خميني، لوجدنا إننا نقف أيضا أمام حالة ليست غريبة بل وحتى فريدة من نوعها بحيث من الصعب جدا أن نجد من نظيرا لها.

ديكتاتورية الشاه التي بالغت كثيرا في إستهتارها وتماديها ولاسيما عندما جعلت ثروة وإمكانية الشعب الايرانية في خدمة طموحات وأحلام الشاه المريضة وحفلاته الباذخة مثلما بالغت أيضا في ممارساتها القمعية وضيقت الخناق على الشعب الايراني كثيرا.

لكن سخط وغضب الشعب وعدم رضاه عن ديكتاتورية الشاه ومغامراته الجنونية جعله يرى في مجاهدي خلق النموذج والقدوة المثالية التي بإمكانها أن تواجه نزق وطيش نظام الشاه وتجعل من إسقاطه أمرا ممكنا خصوصا بعد أن فشل نظام الشاه في القضاء على مجاهدي خلق وإنهاء دورها وتأثيرها الحيوي والمحوري على الشعب الايراني من حيث إستمرار النضال والمواجهة ضده وعدم الخوف من أجهزته القمعية المتمادية في عنفها ودمويتها – بمطلع عام ۱۹۷۲ اعدم نظام الشاه جمیع مؤسسي المنظمة واكثر من ۸۰٪ من كوادرها القیادیة التی تم اعتقالهم فی العام نفسه - وإن إصرار المنظمة على إستمرار المواجهة على الرغم من كل التضحيات التي قدمتها قد ساهم في النتيجة في أن تفقد ديكتاتورية الشاه هيبتها وسطوتها أمام الشعب عموما ومجاهدي خلق خصوصا، وهذا هو نفس الحالة التي تقوم مجاهدي خلق بتكرارها ضد نظام ولاية الفقيه – منذ عام ۱۹۷۹ وحتی الآن قدمت مجاهدي خلق ۱۲۰آلف شهیدًا من خیرة ابناء الشعب الإیراني في‌ مجابهة نظام الملالي - على الرغم من إن الاخير كما هو معروف عنه يتدثر بغطاء ديني وهو مايجعل مواجهته والتصدي له ليس بذلك الامر الهين.

نظام ولاية الفقيه، وبعد قرابة 44 عاما، وبعد أن واجه مقاومة ومواجهة إستثنائية من جانب مجاهدي خلق الى الحد الذي ليس هز ركائز النظام وزعزعها فقط بل وحتى نال من الولي الفقيه ذاته والذي هو بمثابة قمة الهرم الحاكم وأثر على هيبته خصوصا بعد أن باتت طروحات وأفكار المنظمة في صراعها ومواجهتها ضد الديكتاتورية الدينية تغدو شعارات ثورية شعبية، وإن إنتفاضات 28 ديسمبر 2017، و15 نوفمبر 2019، و16 سبتمبر 2022، اللائي أثرن الى أبعد حد على هيبة النظام وأثبتن بأنه ليس ذلك النظام الخارق الذي لا يقهر.

وهو الامر الذي جعل النظام يعلم جيدا بأنه صار يسير على نفس المنحدر الذي إنتهى إليه نظام الشاه، ومن هنا جاء شعور خامنئي بالخوف مما ينتظره ونظامه من مصير مجهول أمام الشعب وهو الذي جعله يلوذ بسياسة الانكماش ويضرب بلعبة الاعتدال والاصلاح عرض الحائط ويستعين بقاضي الموت ابراهيم رئيسي الحكومة التي شكلها من أجل مواجهة الشعب الايراني ومجاهدي خلق تماما كما فعل الشاه عندما قام بالاستعانة بالجنرال أزهاري ليشكل حكومة من أجل المحافظة على النظام من السقوط.

والملاحظة الاخرى الملفتة للنظر، هي إنه وكما يلجأ خامنئي بسبب من أوضاعه السياسية والامنية والفكرية المتأزمة الى الانكماش السياسي، فإن الاوضاع الاقتصادية أيضا تسير بنفس السياق، وهو ما يثبت إن أزمة النظام الايراني في الوقت الحاضر هي أكبر وأخطر من أي وقت مضى، وإن الذي يدفع النظام للمزيد من القلق، هو إن الذكرى السنوية الاولى لإنتفاضة سبتمبر 2022، على الابواب وحتى إن الاستعدادات والتحوطات الامنية الملفتة للنظر من أجل ذلك، تثير أكثر من سٶال بخصوص مستقبل هذا النظام الذي لا يمكن أن يضمنه إلا الشعب الايراني الذي يريد اليوم قبل غد أن يشهد رحيله! ... و ان الغد لشاهده قریب..