مجدي الحلبي
المواجهة الحالية بين إسرائيل والجهاد الإسلامي ومعضلة وقف النار، هذا هو عنوان الجولة العسكرية أو الصاروخية بين الجهاد الإسلامي وبين اسرائيل في الأيام الأخيرة إذ أن الجولة بدأت قبل نحو أسبوع عندما استهدفت اسرائيل قادة في الجهاد الإسلامي بغزة رداً على إطلاق نحو مائة صاروخ عند وفاة الأسير خضر عدنان وأيضاً حاولت إسرائيل من خلال هذه الجولة إعادة قوة الردع التي تأكلت كثيراً مؤخراً مع ما سمي بتوحيد الجبهات الفلسطينية وجبهات المقاومة ضد إسرائيل من غزة الضفة الى لبنان وسوريا.
إسرائيل ومن يعرف بواطن أمورها يقول أن الجولة من جهتها انتهت وما يحدث هو رد فعل على استمرار اطلاق الصواريخ تجاه أراضيها من قطاع غزة وربما يتساءل البعض أين اللاعب الاساسي في قطاع غزة، رئيس حماس يحيى السنوار ولماذا تقف حركته المقاومة على الحياد ولا تدخل الى دائرة النار علماً أن صواريخ حماس أكثر عدداً ودقة من صواريخ الجهاد الإسلامي وتصل تقريباً الى كل نقطة في إسرائيل.
حماس لم تتدخل في المواجهة السابقة ولا الحالة وأن تتدخل في مواجهات لاحقة بين اسرائيل والجهاد والحركة ليست بوارد الدخول في مواجهة مع اسرائيل في هذه المرحلة لأسباب عديدة منها ضغط الشارع في قطاع غزة وعدم قدرة السكان هناك على تحمل مغامرات عسكرية لهذا الفصيل أو ذاك ومن جهة أخرى فإن حماس الى جانب انها حركة مقاومة جهادية إسلامية فهي أضافت على نفسها لقب حركة وطنية ومسؤولة عن حياة مليونين ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة واي مغامرة لها في هذا الإطار يعرض حياة الأبرياء للخطر في ظل شراسة الة الحرب الاسرائيلية ودقتها وقوتها مهما تحدث البعض عن ضعف ووهن أو مشاكل داخلية اسرائيلية فالجيش يبقى هو الاقوى في المنطقة وهذا ما نعرفه ونعيه قيادة حماس التي لا تدخل في المواجهة.
الشارع الفلسطيني في غزة سئم المغامرات وسئم من أجندات خارجية تفرض مواجهات في مناسبات مختلفة ومن يقرأ ويتابع وسائل التواصل في غزة يستطيع أن يدرك مدى سخط الشارع الغزي على القيادات المحلية وعلى حماس والجهاد فيما يتعلق بالحياة بكرامة وفتح الآفاق أمام الناس للعمل وتحصيل قوتهم في اسرائيل او مصر او اي مكان بالاضافة الى التطلع الى فك الحصار وإدخال البضائع والسلع بشكل منتظم وإمداد القطاع بكهرباء على مدار الساعة.
إسرائيلياً يبدو أن أهداف العملية قد تحققت وتنتظر اسرائيل حالياً ضغطاً من حماس على الجهاد الإسلامي لوقف النار والعودة الى مفاوضات التهدئة وتطوير القطاع وتقديم المساعدات للسكان عن طريق إسرائيل وتتجه الانظار الى القاهرة حيث يتواجد ممثلي حماس والجهاد والفصائل لبحث شروط وقف النار والتي لن تكون كما تريدها حركة الجهاد الإسلامي وإنما أقل بكثير من ذلك علماً أن إسرائيل عادت مؤخراً لسياسة الاغتيالات التي اعتمدتها منذ عشرات السنوات لكن تجاه الجهاد الإسلامي وهذا قد يكون رسالة لحماس انها لن تتردد في فعل ذلك تجاه قادتها.
حالياً وبحسب ما تقول المصادر المطلعة فإن إيران تدفع الجهاد الى مزيد من التصعيد وعدم وقف النار فإيران حسب ما يرى قادة في غزة مستعدة لقتال إسرائيل حتى آخر شهيد فلسطيني، فيما تحاول حماس لجم هذا الاندفاع ويقول العارفون بشؤون القطاع أن يحيى السنوار يريد ان يثبت انه هو الذي يحكم ويقود قطاع غزة وليس زياد النخالة وفيلق قدس من سوريا.