Skip to main content

واشنطن لا تسعى إلى "صراع مع إيران"

بايدن مع ترودو في أوتاوا
AvaToday caption
طالت الضربات الأمريكية، وفق ما ذكر المرصد السوري، مواقع عدة في شرق سوريا، أبرزها مستودع أسلحة لمجموعات موالية لإيران داخل مدينة دير الزور، ما أدى الى تدميره بالكامل
posted onMarch 25, 2023
nocomment

من أوتاوا، وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنها مستعدة للعمل بقوة لحماية شعبها". ويأتي تصريح بايدن غداة ضربات جوية في سوريا، نفذها الجيش الأمريكي وأسفرت عن مقتل مقاتلين موالين لإيران.

غداة تنفيذ الجيش الأمريكي ضربات جوية في سوريا أسفرت عن مقتل مقاتلين موالين لإيران، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة في أوتاوا أن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران".

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، قال بايدن "لا تخطئن الظن، الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنها مستعدة للعمل بقوة لحماية شعبها".

وليل الجمعة، عاد واستهدف مقاتلون موالون لإيران قواعد تتواجد فيها قوات أمريكية، فيما ردت الأخيرة بتنفيذ ضربات جوية جديدة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى وقوع أضرار مادية فقط.

ويطغى هدوء حذر على المنطقة منذ ذلك الحين.

والخميس استهدف هجوم بطائرة مسيّرة، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، "منشأة صيانة في قاعدة لقوات التحالف قرب الحسكة في شمال شرق سوريا"، ما أدى الى مقتل "متعاقد أميركي، وإصابة خمسة عسكريين أميركيين ومقاول أميركي آخَر".

وأعلن البنتاغون أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تعتبر الطائرة بدون طيار "إيرانية المنشأ".

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنه بتوجيهات من الرئيس جو بايدن أذن "لقوات القيادة المركزية الأمريكية بشن ضربات جوية دقيقة الليلة في شرق سوريا ضد منشآت تستخدمها مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني".

وطالت الضربات الأمريكية، وفق ما ذكر المرصد السوري، مواقع عدة في شرق سوريا، أبرزها مستودع أسلحة لمجموعات موالية لإيران داخل مدينة دير الزور، ما أدى الى تدميره بالكامل. كذلك استهدف القصف مواقع في بادية مدينة الميادين وريف البوكمال.

ووفق آخر حصيلة  أعلن عنها المرصد السوري، فقد أسفر القصف، عن مقتل 19 شخصا، بينهم 11 مقاتلا سوريا مواليا لإيران، وخمسة غير سوريين، وثلاثة عناصر من قوات النظام السوري.

ميدانيا، أعلن البنتاغون أن طائرتين إف-15 شنتا الضربات ردا على الطائرة المسيرة. وأكد المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر "أردنا أن نوجه رسالة واضحة (...) بأننا سنرد بسرعة وفعالية" في حال تهديد قواتنا. وأشار إلى أن قواته اتخذت إجراءات "متكافئة ومتعمدة تحد من مخاطر تصعيد وتقلل الخسائر".

وبعد ساعات قليلة من الضربات الأمريكية، أطلقت عشر قذائف صاروخية باتجاه المنطقة الخضراء، التسمية التي تطلقها القوات الأمريكية على قاعدتها في حقل العمر النفطي في شرق سوريا، وفق ما قالت القيادة الوسطى للجيش الأمريكي "سنتكوم".

لم تسفر القذائف الصاروخية عن سقوط قتلى كما لم توقع أي أضرار في المنشأة، لكن إحداها طالت منزلا على بعد خمس كيلومترات من القاعدة وأسفرت عن إصابة امرأتين وطفل بجروح خفيفة.

واستمر التصعيد الجمعة، إذ أفاد المرصد عن استهداف المقاتلين الموالين لإيران بقذائف صاروخية قاعدة أمريكية في حقل كونيكو للغاز. وردت طائرات التحالف الدولي بقصف مواقع لهؤلاء المقاتلين في مدينة دير الزور.

ووثق المرصد إثر ذلك استهداف المقاتلين الموالين لإيران لحقل العمر وقواعد أخرى مجاورة.

إلا أن تصعيد ليل الجمعة لم يسفر سوى عن أضرار مادية، وفق المرصد الذي أشار إلى عودة الهدوء إلى المنطقة منذ قبل منتصف الجمعة السبت.

وتسيطر قوات النظام السوري على الضفة الغربية لنهر الفرات في دير الزور، وينتشر فيها آلاف المقاتلين من مجموعات موالية لإيران، وتحديدا المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية مع العراق ودير الزور مرورا بالميادين. ويقدر المرصد وجود نحو 15 ألف مقاتل من المجموعات العراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران.

وتعتبر المنطقة الحدودية طريقا مهما للكتائب العراقية ولحزب الله اللبناني كما المجموعات الأخرى الموالية لإيران، لنقل الأسلحة والمقاتلين. وتستخدم أيضا لنقل البضائع على أنواعها بين العراق وسوريا. وغالبا ما يتم استهدافها بغارات تتبنى القوات الأمريكية عددا منها ويُنسب بعضها إلى إسرائيل.

وينتشر 900 جندي أمريكي ضمن قوات التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، وضمنها الضفة الشرقية لنهر الفرات في دير الزور، كما يتواجدون في قواعد عدة في محافظة الحسكة (شمال شرق) والرقة (شمال).

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن اثنين من العسكريين الذين أصيبوا الخميس عولجوا في الموقع بينما تم على الفور إجلاء الجنود الثلاثة الآخرين والمقاول الأمريكي الآخَر إلى العراق.

وقال أوستن "كما أوضح الرئيس (جو) بايدن، سنتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبنا وسنرد دائمًا في الوقت والمكان اللذين نختارهما".

وتتعرض قواعد للتحالف والقوات الأمريكية بين الحين والآخر لاستهداف عبر طائرات مسيرة وبصواريخ، تقف خلفها مجموعات موالية لطهران حينا وخلايا تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية حينا آخر.

وسبق للولايات المتحدة أن استهدفت مواقع تابعة لمجموعات موالية لطهران. ففي آب/أغسطس الماضي، أمر بايدن بشن ضربات انتقامية مماثلة في محافظة دير الزور بعدما استهدفت طائرات مسيّرة عدة موقعا لقوات التحالف من دون أن تتسبب في أي إصابات.

وجاء الهجوم في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه وسائل إعلام رسمية إيرانية مقتل جنرال في الحرس الثوري قبل أيام "خلال مهمة في سوريا بوصفه مستشاراً عسكرياً".

وأكد رايدر "نعلم أن هذه الجماعات ترعاها إيران". مضيفا أنه "لذلك من المؤكد أن لإيران دورا لضمان عدم تكرار حوادث من هذا النوع".