Skip to main content

طهران تعتقل فرنسيين بتهمة التجسس

حملة اعتقالات
AvaToday caption
من المنتظر أن تستغل طهران ورقة المعتقلين الأجانب ومزدوجي الجنسية في الضغط على الغرب ومواجهة العقوبات التي فرضت عليها، في حين يرى خبراء أن في اعتقالهم محاولة لترسيخ نظرية المؤامرة لتبرير حملة القمع والاعتقالات ولامتصاص الغضب الشعبي
posted onNovember 16, 2022
nocomment

اعتقلت إيران عددا ممن وصفتهم بـ"العملاء" الفرنسيين، وفق ما أعلن وزير داخليتها أحمد وحيدي للتلفزيون الرسمي اليوم الأربعاء، بينما تأتي هذه الاعتقالات في خضم توتر بين باريس وطهران وعلى وقع الاحتجاجات التي تفجرت منذ 16 سبتمبر/أيلول الماضي وتقول السلطات  إن جهات أجنبية تقف وراء تأجيجها.

وقال وحيدي إن السلطات اعتقلت أيضا أشخاصا من جنسيات أخرى على خلفية "أعمال الشغب التي لعبت فيها عناصر أجنبية دورا كبيرا"، مشيرا أن "التعامل معهم سيكون وفقا للقانون الإيراني".

وقالت وزارة المخابرات الإيرانية في مايو/أيار الماضي إنها ألقت القبض على أوروبيين بتهمة التحريض على "زعزعة الأمن" متهمة "خصومها" الغربيين بالعمل على ضرب استقرار البلد وأمنه عبر تغذية الاحتجاجات بهدف تقويض النظام.

وأكدت وجود عدد من العملاء والجواسيس الأجانب المورطين في عمليات استخباراتية ترمي "لتهيئة الوضع للثورة والإطاحة بالنظام الإسلامي" الحاكم، حسب ما جاء على لسان فرنسية معتقلة تقول خارجية بلدها إن الاعترافات المنسوبة لها مغلوطة وانتزعت بالإكراه.

وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الأسبوع الماضي إن سبعة فرنسيين اعتقلوا في إيران منددة بما سمته "بالاعتقال التعسفي" وطالبت بالإفراج "الفوري" عنهم، منتقدة ما وصفته بـ"بالممارسات الدكتاتورية".

ومن المنتظر أن تستغل طهران ورقة المعتقلين الأجانب ومزدوجي الجنسية في الضغط على الغرب  ومواجهة العقوبات التي فرضت عليها، في حين يرى خبراء أن في اعتقالهم محاولة لترسيخ نظرية المؤامرة لتبرير حملة القمع والاعتقالات ولامتصاص الغضب الشعبي.

وتؤكد إيران ضلوع قوى أجنبية مثل الولايات المتحدة وإسرائيل (الموساد) ودول أوروبية في حبك "مؤامرة خطيرة" تستهدفها، فيما قالت أمس الثلاثاء إنها تمتلك "أدلة دامغة على التواطؤ الأجنبي."

في المقابل فرض الاتحاد الأوروبي الاثنين عقوبات إضافية على طهران بسبب قمعها للاحتجاجات التي سبق أن سماها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "ثورة".

كما أعلنت الولايات المتحدة عدم نيتها إحياء الاتفاق النووي ردا على تعامل إيران مع المتظاهرين إضافة لشبهات تورط طهران في تسليح موسكو في حربها على كييف.

وتأتي هذه الاتهامات المتبادلة في وقت تشهد فيه طهران تصاعدا غير مسبوق لوتيرة المظاهرات حيث قُتل أمس الاثنين في احتجاجات الذكرى الثالثة "لأبان الدموي" ثلاثة أشخاص على الأقل برصاص قوات الأمن الحكومية حسب منظمة 'هنكاو' الحقوقية غير الحكومية.

وأعلنت وسائل إعلام إيرانية عن مقتل عقيد في الحرس الثوري يدعى رضا ألماسي بمدينة بوكان شمال غربي البلاد خلال التصدي للمحتجين. كما لقى ضابط آخر يدعى رضا آذربار مصرعه في مدينة كامياران غربي إيران في اليوم ذاته.

ووفقا لوكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان 'هرانا' قُتل 344 شخصا على الأقل في الاحتجاجات الأخيرة بينهم 52 قاصرا و40 عنصر أمن كما تم إلقاء القبض على 15820 شخصا يواجه بعضهم أحكاما تصل حد الإعدام والأرقام مرجحة للارتفاع.

وأصدر القضاء الإيراني ثلاثة أحكام إضافية بالإعدام بحق من وصفهم بمرتكبي "أعمال شغب"، وفق ما أفاد موقع إخباري رسمي الأربعاء، ليرتفع إلى خمسة عدد العقوبات القصوى المرتبطة بالاحتجاجات التي أعقبت وفاة مهسا أميني.

وأوضح موقع 'ميزان أونلاين' التابع للسلطة القضائية، أن المحكمة الثورية في طهران أصدرت ثلاثة أحكام بالإعدام أحدها بحق شخص دهس بسيارته عددا من أفراد الشرطة وأودى بحياة واحد منهم، وآخر قام بطعن أحد عناصر قوات الأمن بسلاح أبيض، وثالث حاول قطع الطريق وتسبب بأضرار في ممتلكات عامة.