التحول في السياسة الأمريكية تجاه نظام الملالي في طهران بهدف قطع الطريق على أجندته النووية، وكبح جماح مده التوسعي التخريبي بالمنطقة، قلص حظوظه في تحقيق مآربه إلى أدناها، وعبد طريق الحرية أمام الإيرانيين.
الكاتب الأمريكي تود وود، وهو خريج أكاديمية سلاح الجو بالولايات المتحدة، اعتبر أن 2018 شكل أهمية محورية بالنسبة لإيران، وتحديدًا للمقاومة فيها ولمنظمة مجاهدي خلق.
وفي مقال تحليلي نشرته صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، قال وود إن وصول الرئيس دونالد ترامب إلى الحكم ببلاده، كان حدثا مفصليا بالنسبة للسياسة المحلية تجاه الملف الإيراني.
ووصف توود، نهج تعامل الإدارة الجديدة حيال أجندة طهران النووية ومحاولات هيمنتها في الشرق الأوسط، بمثابة هدية من السماء بالنسبة لجهود الإطاحة بالنظام القاتل.
وتتضاعف قيمة هذا التبدل في السياسة الأمريكية تجاه طهران بالنظر إلى النتائج الكارثية لاستراتيجية الرئيس السابق باراك أوباما في الشرق الأوسط، والتي ساهمت في تمدد النفوذ الإيراني بالمنطقة.
ومن أبرز تلك السياسات، الاتفاق النووي الإيراني، والذي يعتبره أوباما جزءا رئيسيا من الإرث الذي تركه خلفه في البيت الأبيض بعد 8 سنوات من الحكم، وتعتبره الإدارة اللاحقة والرأي العام الدولي خطأ فادحا ينبغي تداركه، وهو ما تجسد من خلال انسحاب واشنطن منه.
وفي المقال نفسه، أعرب وود عن ترحيبه بالتغيير في سياسات البيت الأبيض في عهد ترامب، موضحًا أنه تغيير يرحب به جميع من يقدرون الحرية وخلق عالم يسوده السلام.
منظمة مجاهدي خلق، والتي تعد أحد من أبرز الحركات المعادية لطهران، استفادت مع بعض الحركات المعارضة من هذا التغيير، وتمكنوا من إشعال تظاهرات واسعة النطاق بمناطق مختلفة من البلاد، وحشدت الغاضبين والناقمين على نظام ولاية الفقيه، والمنددين بالغلاء والفساد من جميع شرائح المجتمع.
واستشهد الكاتب الأمريكي بإعلان محمد محدثين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، 2018 عامًا للتظاهرات المتواصلة وعودة العقوبات.
وأشار محدثين إلى أن رسالة العام الماضي تمثلت في أنه رغم تزايد القمع الذي تضمن ترهيب واعتقال الآلاف، فقد فشل النظام في وقف التظاهرات التي أظهرت عزم الإيرانيين على الإطاحة بحكومة نظام الملالي وإرساء الديمقراطية.
وبالنسبة لـ "محدثين"، فإن النظام الإيراني معزول داخليًا وخارجيًا، ومن هذا المنطلق، يمكن الإطاحة بالنظام الآن أكثر من أي وقت مضى، لافتا إلى أن النظام يسير في طريق مسدود لن يؤدي إلى أي باب للخروج من الأزمات الكثيرة التي يواجهها.
وبالإضافة إلى ما سبق، أوضح تود وود أنه فيما يتعلق بعمليات إعدام السجناء السياسيين التي جرت خلال فترة قصيرة، فإن العدد الفعلي لتلك الحالات يقارب الـ30 ألف ضحية، طبقًا لمصادر موثوقة، وهذا جزء صغير من أكثر من 120 ألف حالة قتل ارتكبها النظام.
ونقل المقال نفسه عن علي صفوي، عضو اللجنة الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، قوله إن هناك حاجة لحملة ضغط شعبية كبيرة، تتضمن دفعة قوية بالأمم المتحدة تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية؛ لحمل الأمين العام للمنظمة الأممية على إجراء تحقيق مستقل بشأن مذبحة عام 1988.
وبدءا من 19 يوليو/تموز 1988 وإلى خمسة أشهر لاحقة، تم إعدام الآلاف من السجناء السياسيين في جميع أنحاء إيران. وكان أغلب السجناء من مؤيدي وأنصار حركة مجاهدي خلق.
وختم وود بالإشارة إلى أن هناك مظاهرات الآن تجتاح إيران، وسيواصل النظام محاولة وقف الثورة القادمة بأسلوبه الوحيد ألا وهو الموت، لكن رغم ذلك، يبدو 2019 عامًا هامًا لآمال السلام في هذه المنطقة المضطربة من العالم.