أبلغت بريطانيا إيران الأحد بأنه لا يزال أمامها متسع من الوقت لإنقاذ الاتفاق النووي لكن هذه هي الفرصة الأخيرة للمفاوضين الإيرانيين لطرح مقترحات جادة على طاولة التفاوض.
واستؤنفت المحادثات في فيينا لمحاولة إحياء الاتفاق النووي، ويسعى الجانبان لسبر آفاق النجاح بعد أحدث النقاشات خلال المفاوضات المتعثرة.
وتأتي الجولة الحالية من المحادثات في فيينا بعد توقف دام خمسة أشهر إثر انتخاب إبراهيم رئيسي، وهو من غلاة المحافظين المناهضين للغرب، رئيسا لإيران.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس "هذه هي الفرصة الأخيرة لإيران للجلوس إلى طاولة المفاوضات بحل جاد لهذه القضية والذي يجب أن يتوافق مع شروط خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)".
وتابعت "هذه فرصتهم الأخيرة ومن الضروري أن يفعلوا ذلك. لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي".
وسبق ان اعلنت الولايات المتحدة ان كل الخيارات مطروحة بما فيها العسكرية، لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي. كما تضغط اسرائيل لوقف محادثات فيينا وتتهم ايران بالسعي الى كسب الوقت لتحقيق انجازات نووية.
وكان مسؤولون أميركيون قالوا السبت إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن عقد الجمعة اجتماعا "مثمرا" مع نظرائه من بريطانيا وألمانيا وفرنسا بحثوا فيه آفاق المحادثات مع إيران.
وقالت مسؤولة كبيرة بوزارة الخارجية الأميركية إن محادثات "مكثفة" جرت بين دول مجموعة السبع التي وحدت موقفها بشأن المحادثات النووية.
وقالت ألمانيا السبت إن إيران استأنفت المحادثات بموقف أعاد المفاوضات ستة أشهر إلى الوراء. وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من أن الوقت ينفد أمام إيجاد سبيل لإحياء الاتفاق النووي.
واضافت بيربوك للصحفيين في مدينة ليفربول بإنكلترا، حيث يجتمع وزراء خارجية مجموعة السبع، ان "الوقت ينفد". وتابعت "ظهر في الأيام الماضية أننا لا نحرز أي تقدم".
وكان المسؤولون الإيرانيون قد قالوا من قبل إنهم متمسكون بموقفهم المتشدد. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية اليوم السبت عن رئيسي قوله إن إيران جادة في المحادثات النووية الجارية في فيينا.
وتُجرى محادثات فيينا بشكل غير مباشر بين الولايات المتحدة وإيران حيث يتنقل دبلوماسيون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين بين الوفدين الأميركي والإيراني لأن طهران ترفض التواصل المباشر مع واشنطن.
وأتاح اتفاق 2015 رفع الكثير من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
الا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية مذ قررت الولايات المتحدة الانسحاب أحاديا منه عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي أعاد فرض عقوبات قاسية على طهران. من جهتها، قامت الأخيرة بعد نحو عام من الانسحاب الأميركي، بالتراجع تدريجا عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه.