لاقت محاولة اغتيال رئيس حكومة تصريف الأعمال في العراق، مصطفى الكاظمي، إدانات واسعة على المستويين الدولي والإقليمي.
وأدانت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق (يونامي)، الأحد، بأشد العبارات محاولة اغتيال الكاظمي.
وقالت البعثة الأممية في بيان إنه "يجب عدم السماح للإرهاب والعنف والأعمال غير القانونية بتقويض استقرار العراق وحرف مسار عمليته الديمقراطية".
ودعت "يونامي" إلى الهدوء وضبط النفس، مشيرة إلى أنها تشجع "جميع الأطراف على تحمل مسؤولية خفض التصعيد والدخول في حوار لتخفيف التوترات السياسية".
في وقت سباق من اليوم الأحد، أعلن العراق فتح تحقيق لمعرفة مكان إطلاق الطائرة المسيرة المفخخة التي استخدمت في محاولة الاغتيال الفاشلة للكاظمي، فيما قالت وزارة الداخلية إن الهجوم جرى باستخدام 3 طائرات مسيرة تصدت القوات الأمنية لاثنتين منها.
ووصف الرئيس العراقي، برهم صالح، العملية بالـ "جريمة نكراء" بحق بلاده.
بدورها، أدانت منظمة التعاون الإسلامي "بأشد العبارات محاولة الاغتيال الدنيئة" التي تعرض لها الكاظمي. وقالت في بيان على لسان أمينها العام، يوسف العثيمين، إن "هذا الهجوم عمل إرهابي يستهدف وحدة العراق وأمنه واستقراره".
من جهته، دان مجلس التعاون الخليجي المحاولة "الآثمة" التي استهدفت الكاظمي، فجر الأحد.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون، نايف الحجرف، في بيان إن المجلس يرفض "مثل هذه الاعتداءات الإجرامية والتي استهدفت أمن واستقرار العراق"، لافتا إلى أن أمن العراق من أمن دول المجلس الست.
وأعرب الحجرف عن تضامن مجلس التعاون مع العراق والشعب العراقي للحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه.
كما أدانت السعودية "العمل الإرهابي الجبان" الذي استهدف رئيس الحكومة العراقية.
كما أكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان "وقوفها صفا واحدا إلى جانب العراق الشقيق، حكومة وشعبا، في التصدي لجميع الإرهابيين الذين يحاولون عبثا منع العراق من استعادة عافيته ودوره".
إلى ذلك، أدان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، العملية قائلا: "تابعت بقلق بالغ أنباء محاولة الاغتيال الآثمة التي تعرض لها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي فجر اليوم، وإذ أدين هذه المحاولة الغاشمة أدعو الله أن يحفظه وأن يتحقق الأمن والاستقرار للعراق وشعبه".
ودعا السيسي كافة الأطراف والقوى السياسية في العراق إلى التهدئة ونبذ العنف والتكاتف للحفاظ على استقرار الدولة.
كذلك، دان الرئيس اللبناني، ميشال عون، محاولة الاغتيال التي تعرض لها مصطفى الكاظمي.
واعتبر في بيان نقلته الوكالة الوطنية للإعلام أن المحاولة لا تستهدف فقط شخص الرئيس، بل "الاستقرار والامن في العراق والجهود المبذولة في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية العراقية".
كما أجرى رئيس الوزراء اللبناني اتصالا هاتفيا بالكاظمي هنأه بخروجه سالما من محاولة الاغتيال الفاشلة، وفق ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام.
من ناحيتها، أدانت الإمارات "بشدة الهجوم الإرهابي" الذي استهدف مقر إقامة الكاظمي، وفق وكالة أنباء الإمارات (وام).
كما أدانت قطر الهجوم، وشددت على ضرورة ملاحقة الضالعين فيه، وتقديمهم للعدالة، مؤكدة "موقف دولة قطر الثابت الداعم لوحدة واستقرار وسيادة العراق، وتطلعات شعبه الشقيق في الأمن والاستقرار والتنمية".
كانت الولايات المتحدة سارعت بإدانة الحادثة التي تعرض لها رئيس الوزراء العراقي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في بيان "لقد شعرنا بارتياح عندما علمنا أن رئيس الوزراء لم يصب بأذى. هذا العمل الإرهابي الواضح، الذي ندينه بشدّة، استهدف صميم الدولة العراقية".
وأضاف برايس أن الولايات المتحدة على اتصال وثيق بقوات الأمن العراقية المكلفة بالحفاظ على سيادة العراق واستقلاله، وأشار إلى أن واشنطن عرضت المساعدة في التحقيق في هذا الهجوم.
وكان الكاظمي نجا من محاولة اغتيال بطائرة مسيرة مفخخة استهدفت مقر إقامته في المنطقة الخضراء في بغداد، فجر الأحد، وفقا لمصادر عراقية رسمية.
وذكر بيان لخلية الإعلام الأمني: "محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها رئيس مجلس الوزراء العراقي بواسطة طائرة مسيرة مفخخة حاولت استهداف مكان إقامته في المنطقة الخضراء ببغداد من دون أن يصاب بأي أذى".
وجاءت محاولة اغتيال الكاظمي في وقت تشهد فيه البلاد توترات سياسية شديدة على خلفية نتائج الانتخابات النيابية المبكرة، إذ ترفض كتل سياسية موالية لإيران، النتائج الأولية التي بينت تراجع عدد مقاعدها.