تشهد جبهة الجولان تصعيدا في الصراع بين إسرائيل وإيران، تارة من خلال التصريحات الإيراني التي تشير إلى تمركز الميليشيات على حدود إسرائيل وطورا من خلال قصف الطيران الإسرائيلي لأذرع إيران في سوريا.
وفي خضم هذا التصعيد تنزل التصريح الأخير لرئيس البرلمان الإيراني الذي قال فيه مهدّدا: "بعد أن كانت إسرائيل تفكر بالاقتراب من حدود إيران، أصبحنا نحن نقف على حدودها في الجولان السوري".
وأضاف قاليباف في مراسيم إحياء أسبوع الدفاع المقدس، (إحياء ذكرى انطلاق الحرب الإيرانية العراقية): "الإسرائيلي كان يفترض أن بإمكانه الاقتراب من خطوطنا الأمامية في جلولاء العراقية، على بعد كم كيلومتر من حدودنا.. لكنّه اليوم يتخوف من حضورنا في الجولان على بعد كيلومترات فقط من حدوده...".
وقرأت هذه التصريحات على أنها ردّ على مهاجمة إسرائيل لخطاب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث وصفت رئيسي بـ "جزار طهران" مشيرة إلى أن خطابه "مليء بالأكاذيب والسخرية".
وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيان إن "الرئيس الإيراني يواصل خداع المجتمع الدولي بخطاب مليء بالأكاذيب والسخرية، ويجب على المجتمع الدولي إدانة النظام الإيراني، ومنع أي إمكانية لامتلاكه القدرات والأسلحة النووية".
وأضاف البيان أن "نظام آية الله في إيران يشكل تهديدا واضحا ومباشرا للشرق الأوسط والسلام العالمي"، مشيرة إلى أنه نظام "يشجع ويمول الإرهاب".
وغرّد المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ليور هايات على تويتر قائلا إن "الحكومة الجديدة في إيران... المكونة إلى حد كبير من وزراء مشتبه في تورطهم بالإرهاب، وبعضهم على قوائم العقوبات العالمية، هي الوجه المتطرف لنظام أضر بالمواطنين الإيرانيين لأكثر من أربعين عاما".
وينظر المراقبون بعين قلقة إلى التصعيد المتبادل بين الإسرائيليين والإيرانيين لافتين إلى أن إيران تكرر تجربة مفاوضات الاتفاق النووي لسنة 2015 وتعمل على تحقيق أقبر قدر من المكاسب، وقد عدّلت خططها وفق المتغيرات.
ويشرح ذلك المحلل الاسرائيلي إيهود يعاري لافتا إلى أن إيران تعمل على مد خط جبهة حزب الله في لبنان إلى الحدود السورية الإسرائيلية. لا يوجد مؤشر على أن روسيا أو الأسد نفسه سيكونان على استعداد لمنع ذلك، مما يعني إنشاء منطقة تسيطر عليها إيران تمتد من الحدود الأردنية إلى البحر المتوسط.
ويضيف يعاري أن إيران تعمل على تحصين نفسها ببطء في منطقة الجولان، لافتا إلى أن إسرائيل تواجه وضعا صعبا: فهي لا تريد حربا مع الجيش السوري أو إغضاب روسيا.
وبالتالي فإن السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن تواصل إسرائيل، التي تتابع إسرائيل بقلق سحب واشنطن لبساطها من الشرق الأوسط، اختراق الحدود السورية واستهداف طيرانها لميليشيات إيران وأذرعها في المنطقة، ما قد يصعّد الوضع.
وعلى مدى أكثر من أربعة عقود ظلت هضبة الجولان السورية المحتلة من أهدأ جبهات القتال الإسرائيلية لكن التهديدات الإيرانية وتركيز طهران لميليشياتها على الحدود مع إسرائيل يهدد بتحويل الجولان إلى جبهة ثانية في الحرب مع إسرائيل إلى جانب الجبهة اللبنانية.