بينما تواصل إيران المضي قدما في برنامجها النووي وتضغط الولايات المتحدة من أجل العودة إلى الامتثال لاتفاق عام 2015، يحذر محللون إسرائيليون من أن وقت المفاوضات قد انتهى، بحسب تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست".
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، قد قال الاثنين إنه "لا يزال من غير الواضح" ما إذا كانت طهران مستعدة للامتثال للاتفاقية النووية الموقعة مع القوى العالمية.
وأضاف بلينكن، خلال جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب لمناقشة بنود ميزانية وزارة الخارجية الأميركية لعام 2022، أن "إيران ما زالت تطور برنامجها النووي، ولا يوجد هناك تعاون من جانبها إلى الآن للرضوخ إلى المجتمع الدولي لوقف سعيها لامتلاك أسلحة نووية".
وبدأت الولايات المتحدة وإيران محادثات غير مباشرة في فيينا في أبريل الماضي، وذلك من أجل التوصل إلى اتفاق واستئناف الامتثال للاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015.
في المقابل، يقول محللون إسرائيليون إن اتباع نهج مختلف ضروري الآن.
واعتبر المدير المؤسس لمركز "إزري" لدراسات إيران والخليج الفارسي بجامعة حيفا، سولي شاهفار، إن سياسة "الاسترضاء" الغربية أثبتت عدم جدواها.
وأضاف شاهفار، في حديث لموقع "ميديا لاين"، "لا أرى أي سبب لمواصلة محاولة العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة أو إجراء مفاوضات"، مشددا على أن "الشيء المنطقي الذي يجب فعله هو الاستمرار في العقوبات واتخاذ خطوات أكثر عدوانية ضد إيران".
وتابع: "الإجراءات الأكثر صرامة لا يجب أن تقتصر على الساحة الاقتصادية، بل يمكن أن تشمل أيضا دعم جماعات حقوق الإنسان في إيران وإضافة المزيد من الأفراد المرتبطين بالنظام إلى قائمة الإرهاب".
ولفت إلى أنه "لا توجد إمكانية للتفاوض بنجاح مع طهران بسبب تطرفها الديني وانتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان"، مضيفا أن "إيران في وضع اقتصادي خطير للغاية، يجب خلق الظروف بحيث يمكن للشعب نفسه أن ينهض ضد نظامه الذي يحتقره".
كما قال المحلل الاستراتيجي وخبير في شؤون الشرق الأوسط، آفي ميلاميد، إن "إيران قدمت للمجتمع الدولي تحديا متعدد الجوانب"، مضيفا أن "البرنامج النووي هو واحد من عدة قضايا إلى جانب برنامج إيران الصاروخي واستخدامها للميليشيات أو الجماعات التي تعمل بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
واعتبر ميلاميد أنه "لا يزال البعض داخل المجتمع الدولي يصر على غض الطرف عن التحدي الشديد والمعقد الذي يمثله النظام الإيراني"، مشددا على أن الولايات المتحدة وأوروبا بحاجة إلى "تبني نهج أكثر تشددا في هذه القضية".
وعن تأثير تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، قال ميلاميد إنّ " زعيم حزب يمينا، نفتالي بينيت، لن يتبنى نهجا مختلفا عن نهج سلفه"، ولكن التغيير الحكومي يمكن أن يمهد الطريق لحوار أكثر إنتاجية مع الحلفاء الغربيين، وأكثر سلاسة مع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن."