لم تقتصر حملات القمع الروسية على الأحزاب والشخصيات المعارضة، بل تعدت لتشمل وسائل إعلام وصحفيين نالوا نصيبا من التضييق الذي تمارسه السلطات هناك.
ويعد موقع "ميدوزا" الروسي المستقل، أحد ضحايا قمع السلطات الروسية، كما أوضح الصحافي الروسي أليكسي كوفاليوف، في مقاله الذي نشر بصحيفة "فورين بوليسي" الأميركية الخميس، وحمل عنوان "مع أحدث حملة قمع لبوتين.. روسيا تتجه نحو الظلام".
وقال كوفاليوف في مقاله، إن "موقع ميدوزا الإخباري، حيث عمل فيه كمحرر استقصائي منذ عام 2019 ، يعد واحدا من وسائل الإعلام الروسية المستقلة القليلة، وقد تم تصنيفه رسميا على أنه 'عميل أجنبي' من قبل الدولة الروسية، مما أدى إلى إغلاقه فعليا".
وأوضح كوفاليوف أن موقعهم الحائز على جوائز عالمية، تم إغلاقه بموجب قانون أصدر في عام 2012 وتم إجراء عليه بعض التعديلات في عام 2020، ويستهدف فقط المنظمات غير الحكومية الروسية والدولية التي تتلقى تمويلا أجنبيا من الخارج، مثل منظمة العفو الدولية.
وأضاف الصحافي الروسي، أنه تم توسيع نطاق القانون في عام 2017 بشكل كبير، ليشمل وسائل الإعلام.
وبحسب كوفاليوف، فإن قائمة وسائل الإعلام التي حملت لقب "عميل أجنبي" شملت في البدء، وسائل إعلام أجنبية مثل "صوت أميركا"، و"راديو أوروبا الحرة/ راديو ليبرتي"، وكان موقع "ميدوزا" الروسي هو أول مؤسسة إخبارية مستقلة تدخل القائمة.
وتابع الصحافي الروسي في مقاله "إن حالتنا ليست الوحيدة في مجال وسائل الإعلام المقموعة. ففي أبريل، داهمت شرطة موسكو غرفة تحرير مجلة 'دوكسا' الطلابية ومنازل محرريها، واتهمت أربعة منهم بإشراك قصر في احتجاجات غير مصرح بها، وإجبارهم على الإقامة الجبرية".
ولفت كوفاليوف إلى أنه قبل أيام قليلة، قام ضباط من لجنة التحقيق الروسية بدعم من فريق في جهاز الأمن الفيدرالي بتفتيش غرفة أخبار موقع "آي ستوريز" ومنزل محررها، رومان أنين، بالإضافة إلى مواقع أخرى.
واستجوبت الشرطة أنين، بخصوص تحقيق فتح في العام 2016 حول ثروة إيغور سيتشين، رئيس شركة "روسنفت" الروسية، النفطية العملاقة.
يذكر أن موقع "دوكسا" كان قد أورد أن التهم الموجهة للمحرر رومان أنين، مردها تسجيل فيديو حول التظاهرات الداعمة للمعارض الروسي، أليكسي نافالني، الذي يقضي عقوبة بالحبس عامين ونصف بعد إدانته بانتهاك شروط إطلاق سراحه في قضية اختلاس سابقة.
وفي وقت سابق من العام الحالي نظمت في كل أنحاء روسيا تظاهرات للمطالبة بإطلاق سراح نافالني الذي اعتقل لدى عودته من ألمانيا حيث أمضى أشهرا للتعافي من تسميم تعرض له بمادة متلفة للأعصاب.
وبرز "دوكسا" التي أسسها مجموعة من الطلاب في الكلية العليا للاقتصاد في موسكو، في العام 2019 بعدما أعربت عن دعمها لطلاب يواجهون عقوبة الحبس لمشاركتهم في تظاهرات للمعارضة.