Skip to main content

بايدن يردّ على عناد إيران بهجوم جوي على ميليشياتها في سوريا

الفصائل الشيعية المسلحة
AvaToday caption
الهجوم الذي نسبته مصادر محلية سورية إلى قوات التحالف الدولي هو الأحدث منذ مغادرة ترامب للبيت الأبيض ويأتي في هذا الظرف بينما تجري الإدارة الأميركية الجديدة تغييرات على مستوى سياساتها الخارجية
posted onFebruary 11, 2021
nocomment

وجهت الولايات المتحدة اليوم الخميس رسالة قوية لإيران وأذرعها العراقية من خلال ضربة عسكرية نفذتها مقاتلات تابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي تقوده واشنطن، أسفرت عن مقتل 12 مسلحا من ميليشيات تدعمها طهران أثناء عبور رتل من تلك المجموعات من الأراضي العراقية إلى الأراضي السورية عبر معبر 'عكاشات' وهو معبر مستحدث غير رسمي أنشأته ميليشيات شيعية عراقية للدخول إلى محافظة دير الزور شرقي سوريا

وبحسب مصادر محلية فإن القصف وقع بعد عبور الرتل من معبر عكاشات الذي تسيطر عليه ميليشيات عراقية يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني، إلى المحافظة السورية، حيث سبقه تحليق مكثف للطيران.

وتشهد المناطق التابعة للنظام السوري في دير الزور ومنطقة البوكمال (شرق)، تواجدا كثيفا للمجموعات التابعة لطهران. وتتحكم تلك المجموعات بالمناطق التي تتواجد فيها وتديرها دون الرجوع إلى النظام السوري.

وتأتي هذه التطورات في خضم توتر بين واشنطن وطهران على خلفية انتهاك إيران للاتفاق النووي للعام 2015 ورفضها عرضا أميركيا بالتراجع عن انتهاكاتها كشرط أساسي لعودة أميركا للاتفاق.

وتطالب الحكومة الإيرانية إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن برفع العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على الجمهورية الإسلامية أولا.

وتعتبر الضربة العسكرية في جانب منها ردّا على العناد الإيراني في ما يخص الملف النووي وأيضا تأكيدا لسياسة أميركية قائمة تتعلق بكبح أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة والتي تركز بالأساس على ضرب وكلائها أو قصقصة أجنحتهم سواء بالعقوبات أو بالقوة كما سبق أن حدث في العراق في عهد الرئيس الأميركي السابق، حيث وجه الجيش الأميركي أكثر من ضربة عسكرية لفصائل شيعية عراقية موالية لطهران وفرض عقوبات على زعمائها.

ويحتمل أيضا أن يكون استهداف المجموعات الإيرانية في دير الزور رسالة دعم لإسرائيل التي شنت عشرات الغارات في السنوات الماضية على أهداف تابعة للحرس الثوري الإيراني في الأراضي السورية. وأعلنت إسرائيل مرارا أنها لن تسمح لإيران وحزب الله بإقامة قواعد عسكرية في سوريا تشكل تهديدا لأمنها.

كما يتزامن هذا الهجوم مع إعلان البيت الأبيض اليوم الخميس أن الرئيس جو بايدن يعتزم التحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قريبا، لكنه لم يحدد موعدا.

وقالت المتحدثة جين ساكي في إفادة صحفية "يتطلع الرئيس إلى التحدث مع رئيس الوزراء نتنياهو. هو بالطبع شخص يرتبط بعلاقة طويلة الأمد معه".

والهجوم الذي نسبته مصادر محلية سورية إلى قوات التحالف الدولي هو الأحدث منذ مغادرة ترامب للبيت الأبيض ويأتي في هذا الظرف بينما تجري الإدارة الأميركية الجديدة تغييرات على مستوى سياساتها الخارجية.

إلا أن الهجوم يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن واشنطن ماضية في سياسة ضرب الجماعات الإرهابية بشقيها السنّي والشيعي في الأراضي السورية.

وفي عهد الرئيس الأميركي الأسبق الديمقراطي باراك أوباما وكان بايدن حينها نائبه، تراجع الثقل الأميركي مقابل النفوذ الروسي وهي جبهة مواجهة أخرى بين واشنطن وموسكو.

وبعد مرور أقل من شهر على تولي بايدن الرئاسة لم تتضح سياسته حيال سوريا لكنه يميل بحسب ما هو معلن لدفع المسار السياسي وكسر الجمود في المفاوضات بين دمشق والمعارضة السورية.

ومن شأن الضربة العسكرية التي شنها التحالف الدولي اليوم الخميس أن تسلط بعض الضوء على جانب محتمل من السياسة الأميركية حيال الحرب في سوريا.

وفرض زحام في الأجواء السورية بين روسيا وواشنطن تنسيقا عسكريا تفاديا للاحتكاكات والحوادث الجوية بين القوتين العالميتين.

ورغم الخلافات القائمة بينهما يعمل الجانبان على تنسيق التحركات العسكرية الجوية منذ عهد ترامب ومن المتوقع أن يستمر التنسيق على حاله ضمن اكراهات التداخل العسكري في المنطقة.

ولم يصدر عن إيران أو دمشق رد بعد الهجوم الجوي على المجموعات الإيرانية في دير الزور، لكن من المتوقع أن تصعد الميليشيات العراقية الموالية لإيران تحركها ضد القوات الأميركية في العراق.

وخفت حدة هجمات تلك الفصائل على قوات التحالف وتحديدا على القوات الأميركية في العراق في الأشهر الأخيرة بإيعاز من إيران التي أبقت الباب مواربا لتسوية مع واشنطن تنهي العقوبات والتوترات.

ويرجح أن يكون اي تحرك أيضا بطلب من طهران التي تحتفظ بورقة قوة على الأراضي العراقية أي بميليشيات ايادي مسلحيها على الزناد.

وتؤكد مصادر سياسية عراقية أن مفتاح التهدئة والتصعيد في العراق بيد إيران وأنها الجهة الأكثر نفوذ والأقدر على تحريك ميليشياتها أو كبحها، حتى أن رئيس الوزراء العراق مصطفى الكاظمي أوفد إلى طهران في وقت سابق من العام الماضي مبعوثا خاصا للقيادة الإيرانية يلتمس منها كبح ميليشياتها وتهدئة التوتر مع الولايات المتحدة.

وتحافظ طهران على قنوات تواصل مع الكاظمي ضمن رؤية تحتمل وساطته بينها وبين واشنطن وأيضا للحفاظ على نفوذها الذي اهتز على وقع احتجاجات شعبية اندلعت في أكتوبر/تشرين الأول 2019 ندد فيها المحتجون بالتغلغل الإيراني في بلادهم.