Skip to main content

إسرائيل في مواجهة التفاهة الإيرانية

صورة سليماني و المهندس مرفوعة في لبنان
AvaToday caption
أقامت إيران مزادا عاما يشترك فيه الأصدقاء والأعداء. إيران وسط تفاهتها الكبرى لا تفرق بين الأصدقاء والأعداء. وفي ذلك المزاد كانت القدس عنوانا لابتزاز وغواية البسطاء والضحك عليهم
posted onJanuary 5, 2021
nocomment

فاروق يوسف

أخيرا نطق العالم بالمصطلح الصحيح الذي يجب استعماله في وصف السلوك الإيراني: "التفاهة".

ما من شيء عملته إيران ومنذ أربعين سنة إلا وكانت التفاهة صفته الأولى التي تغطي على كل صفاته الأخرى.

المسؤول الإسرائيلي الذي نطق بالمصطلح الصحيح كان يعلق على اتهامات مخادعة وجهتها إيران إلى إسرائيل تنص على أن الأخيرة تخدع الولايات المتحدة وتحاول دفعها إلى شن حرب على إيران.

التفاهة الإيرانية يمكن لمسها في كل كلمة ينطق بها الإيرانيون وكل فعل يقومون به وهم يسعون إلى التفاوض مع العالم. ولولا أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كان مصرا لغايات مبيتة في نفسه على انجاح الاتفاق النووي عام 2015 لكانت الدول الأوروبية قد اصطدمت بوسائل الكذب والاحتيال والنصب التي استعملتها إيران في حوارها الذي استمر لسنوات ولم يكن ايجابيا.

فإيران لا يمكن أن تتعامل مع العالم بصدق. تاريخها السياسي المعاصر محشو بالأكاذيب والحقائق الملفقة. في مقدمة تلك الأكاذيب تقف كذبة الشيطان الأكبر وتليها كذبة الشيطان الأصغر التي تتضمن كذبة القدس التي هي أقسى الأكاذيب وأكثرها إيلاما بالنسبة للعرب. ومَن يصدق لسذاجته وحسن نيته واحدة من تلك الأكاذيب لابد أن يقع في حبائل الأخريات.

وإذا ما تركنا شعار "الموت لأميركا" جانبا، ذلك لأن التفاهة فيه واضحة أكثر مما يجب وتأملنا شعار "الذهاب إلى القدس" لرأينا أن الإيرانيين قد قرروا أن يذهبوا كالمغول مشيا إلى القدس. لذلك فقد كان عليهم أن يدمروا العراق وسوريا في طريقهم إلى القدس التي لم يخططوا أصلا للوصول إليها فهم يعرفون أن أية خطوة في اتجاهها تحمل معها نهايتهم.

لم تكن إيران ذكية ولا منصفة ولا شريفة وهي تسعى إلى إزعاج إسرائيل عن طريق حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية. لقد دفع الفلسطينيون واللبنانيون الثمن باهظا. ثمن التفاهة الإيرانية.

ما مررته إيران على الشعوب العربية لم يمر على إسرائيل.

إيران تقود المقاومة. ميليشيات صارت عصية على الدولة وأشد قوة من القانون. عصابات ومافيات فساد. تلك هي المقاومة التي أدارت ظهرها لإسرائيل بعد أن انفضح أمر التفاهة الإيرانية. الحشد الشعبي يدير مسرحية مسألة وجوده في العراق وعينه على ما تبقى من ثروات ذلك البلد المنكوب اما حزب الله فقد وصل بالتفاهة الإيرانية إلى ذروتها حين أعلن زعيمه أن لبنان يكتسب قيمته بين الدول من السلاح الذي تقدمه إيران إلى ميليشيا الحزب. لبنان بصواريخ الملالي وليس بجمال طبيعته ولا باستقراره وأمنه ولا برفاهية العيش فيه.

المقاومة الإيرانية التي هي ليست إيرانية من جهة مادتها البشرية انما تلعب دورا مهما في تدمير العالم العربي. وهو ما حدث فعلا. إيران تلعب مع الولايات المتحدة لعبة القط والفأر وهي وقد أوكلت لعملائها القيام بواجبهم في تأديب الأعداء الذين يقفون حائلا دون الذهاب إلى القدس فقد صار على العرب أن يدفعوا ثمن تلك اللعبة.

لقد حول الإيرانيون القدس إلى كذبة صارت سببا لعذاب شعوب لطالما حلمت بالذهاب إلى الأراضي المقدسة. وإذا ما نظرنا إلى تلك الكذبة من منظور تاريخي فإنها تكشف عن تفاهة إيران. الدولة التي لا تعترف بالقيم الإنسانية وليس لديها ضمير إنساني لتحتكم إليه.

إنها دولة مصالح. تضحي بالجميع من أجل مصالحها. ما المقاومة إلا أداة رخيصة يمكن القاؤها في النفايات إذا ما تطلب الأمر ذلك.   

أقامت إيران مزادا عاما يشترك فيه الأصدقاء والأعداء. إيران وسط تفاهتها الكبرى لا تفرق بين الأصدقاء والأعداء. وفي ذلك المزاد كانت القدس عنوانا لابتزاز وغواية البسطاء والضحك عليهم.

إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي يمكنها أن تتعامل مع القضايا المقدسة باعتبارها مادة للمزايدة. وهي في ذلك تستعمل السلاح المرفوع باسم المقاومة للخداع في اتجاهين. اتجاه عدو تتمنى صداقته وتحلم بإقامة علاقات معه واتجاه عدو لا تريد معه صلحا وتتمنى أن يزول من طريقها.

ما مررته إيران على الشعوب العربية لم يمر على إسرائيل.

بالنسبة لإسرائيل فإن إيران دولة تلعب في الوقت الضائع. الضربات الإسرائيلية الموجعة التي تلقتها إيران كانت خير دليل على ذلك. فهي رسالة من أجل تأكيد أن زمن التفاهة قد انتهى. على الأقل بالنسبة لإسرائيل.

التحديات الإيرانية لأميركا لا معنى لها كما أن التهديدات لإسرائيل هي الأخرى عبارة عن نفخ في الهواء.

سيكون مهما بالنسبة لشعوب المنطقة أن تعرف أن إيران بكل ما تملك من ميليشيات انما تتحرك في منطقة التفاهة التي لا يمكن أن تقود المنطقة إلا نحو الأسوأ.