Skip to main content

أشتباكات داخلية بين فصائل تركية في سوريا

تركيا تنتهج سياسة الأرض المحروقة ضد الكورد
AvaToday caption
تستهدف القوات التركية استنزاف وتجريد المناطق التي تسيطر عليها في الأراضي السورية، والمعروفة بـ”نبع السلام” من ثرواتها ومقدراتها لصالح الجانب التركي، حيث تعمد إلى انتهاج سياسة “الأرض المحروقة”
posted onAugust 28, 2020
nocomment

تحرير : كارزان حميد

على الرغم من كافة الدلائل التي ساقتها منظمات دولية حقوقية موثوقة، إلا أنّ مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فريدون سينيرلي أوغلو، نفى ما قال إنها "المزاعم التي تدعي أن تركيا تقطع المياه عن شمال شرق سوريا"، مؤكداً أنها عارية تمامًا عن الصحة.

يأتي ذلك، بينما تتواصل انتهاكات القوات التركية وفصائلها في مناطق كوردية التي احتلتها أكتوبر الماضي ضمن عمليات  "نبع السلام"، حيث تمّ تدمير مرافق الخدمات الأساسية وسرقة محاصيل وممتلكات المواطنين.

وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، لبحث الأوضاع الإنسانية في سوريا، أفاد نائب منسق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في سوريا راميش راجا سينغهام، أن هناك انقطاع متكرر للمياه في مدينة الحسكة ومخيم الهول.

وأشار إلى أن محطة "مياه علوك" في محافظة الحسكة السورية، شهدت انقطاعا للمياه 13 مرة على الأقل خلال العام الجاري، إذ أثر ذلك على 460 ألف مدني في المنطقة.

من جهته، حمّل ممثل النظام السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري، تركيا المسؤولية عن انقطاع توزيع المياه من المحطة.

على صعيد آخر، لا تزال القوات التركية والفصائل السورية التابعة لها، تمارس انتهاكاتها الممنهجة بحق أهالي مناطق "نبع السلام"، حيث عمل المرصد السوري لحقوق الإنسان على رصد وتوثيق معظم تلك الانتهاكات.

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان تعمد القوات التركية إيقاف محطة “علوك” التي تغذي مدينة الحسكة لأكثر من 25 يوما، ويذكر أن مناطق الحسكة وريفها شهدت استياءً شعبياً بسبب انقطاع مياه الشرب عنها، وتعد هذه المرة الثامنة التي تقطع فيها المياه عن المنطقة، وذلك بعد أن أوقفت القوات التركية عمل مضخة مياه الشرب في “علوك”، التي تغذي تلك المناطق بشكل كامل منذ بداية شهر أغسطس/آب 2020 بحجة الصيانة.

كما طلبت القوات التركية زيادة في القدرة الكهربائية لتغذية مناطق “نبع السلام” بالطاقة الكهربائية، الأمر الذي رفضته "الإدارة الذاتية"، في شمال شرق سوريا، ما أدى بدوره إلى انقطاع مياه الشرب بشكل كامل، وبالتوازي مع ذلك، قطعت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) خط التيار الكهربائي الذي يغذي مدينة رأس العين (سريكاني) الكوردية وريفها الواقعة ضمن مناطق أحتلال القوات التركية والفصائل الموالية لها، ردًا على قطع مياه الشرب عن مناطقها.

الميليشيا الموالية لتركيا تتقاتل فيما بينها على سرقة المواطنين

كما كشف المرصد السوري  في 20/8/2020 حدوث اشتباكات داخل مدينة سريكاني، بين الفصائل الموالية لتركيا، بسبب خلافها على تعيين مدير معبر رأس العين، حيث دارت اشتباكات بين درع الحسكة وعشيرة الموالي المدعومة من فرقة الحمزة، ما أدى إلى وقوع 3 قتلى و5 جرحى من الطرفين.

وعلى صعيد متصل، عينت القوات التركية قائدًا جديدًا للشرطة العسكرية في مدينة سريكاني، بسبب الانفلات الأمني الذي تشهده المدينة. وكان المجلس المحلي لمدينة علق أعماله في المدينة يوم 20 آب الجاري، احتجاجًا على تعيين مدير للمعبر الحدودي من خارج أبناء المنطقة.

كما وثّق المرصد السوري، الذي يتخذ من لندن مقرّاً له، تظاهرات للأهالي في مدينة رأس العين وريفها، عبّروا خلالها عن غضبهم من انتهاكات الفصائل، وطالبوا بتوفير الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء للمنطقة. شارك فيها شيوخ ووجهاء العشائر، تضامنًا مع المجلس المحلي في سريكاني، الذي أعلن عن تعليق أعماله، بسبب تعيين مدير جديد للبوابة الحدودية مع تركيا في المدينة، وطالب المحتجون بتوفير الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء للمنطقة، بالإضافة لمطالبتهم بتغيير مسئول المعبر وتعيين بديلاً عنه من أبناء المنطقة.

كما أجبر مسلحو “فرقة الحمزات” الموالية لأنقرة، بإجبار أصحاب عدد من المحال التجارية على إغلاقها تحت تهديد السلاح، في المدينة، وذلك بعد قيامهم بتوزيع منشورات ورقية في المدينة تطالب بالإضراب ضد المجلس المحلي في المدينة. وفي سياق متصل، اعتدى مسلحو “الحمزات” على مواطن بعد رفضه إغلاق محله التجاري وانهالوا عليه بالضرب المبرح، حيث تحاول “فرقة الحمزات” إجبار أهالي، على الخروج بمظاهرات ضد المجلس المدني في المدينة ، بسبب رفض المجلس لهيمنة شقيق “فرقة الحمزات” على المعبر الحدودي مع تركيا.

ومن جانب آخر تواصل الفصائل الموالية لتركيا سرقة وتصدير القمح من مناطق “نبع السلام” إلى أنقرة تحت غطاء شرائه من قبل مؤسسة الحبوب التركية بالليرة التركية عبر بوابة تل أبيض الحدودي مع تركيا، حيث تتجمع عشرات الشاحنات وآلاف الأطنان قرب المعبر، تمهيدًا لنقلها إلى تركيا.

وكانت المجالس المحلية في تل أبيض (گریسپی) وسریکاني قد حددت سعر شراء الحبوب بألف و300 ليرة تركية لطن ‏القمح الواحد،  وكانت مصادر المرصد السوري في مناطق “نبع السلام” أفادت في حزيران / يونيو الماضي، بأن الفصائل الموالية لتركيا استحوذت على المحاصيل الزراعية للأهالي في مناطق “نبع السلام” في ريفي المدينتين.

وفي الإطار ذاته، اعترض أهالي قرية دبس ضمن مناطق “نبع السلام” في ريف تل تمر الغربي 18/8/2020 مجموعة لصوص من عناصر الشرطة العسكرية وعناصر الفصائل الموالية لتركيا، أثناء محاولتهم سرقة ممتلكات الأهالي في القرية، في حين استقدمت الشرطة العسكرية والفصائل الموالية لتركيا تعزيزات إلى القرية، واعتقلوا عددًا من الأهالي بسبب مقاومتهم.

وتستهدف القوات التركية استنزاف وتجريد المناطق التي تسيطر عليها في الأراضي السورية، والمعروفة بـ”نبع السلام” من ثرواتها ومقدراتها لصالح الجانب التركي، حيث تعمد إلى انتهاج سياسة “الأرض المحروقة”، دون مراعاة أو احترام لأدنى قدر من حقوق المواطنين السوريين. وطالما حذر المرصد السوري لحقوق الإنسان من التوغل التركي في الأراضي السورية ومسلسل العنف والهمجية الذي تمارسه قوات الاحتلال التركي بحق البلاد، دون أن تلقى الدعوات آذان صاغية حتى الآن.

فقد كشف المرصد، الذي يحظى بمصداقية دولية وحقوقية عالية، أن مجموعة من “أحرار الشرقية” منعت فرقة “السلطان مراد” من دخول شاحنات محملة بالسبائك إلى تركيا، بسبب خلاف ما بين تلك الفصائل على تلك المسروقات، وقد شهدت في السياق ذاته قرى ضمن مناطق “نبع السلام” كقرية “شلاح وذيابية ريحانية” في ريف الحسكة اقتتالًا داخليًا بين مكونات الفصائل الموالية لتركيا، بسبب خلافها على توزيع المسروقات التي سرقوها من منازل وممتلكات المواطنين في مناطق رأس العين وتل تمر بعد بيع حصة المسروقات.

وكانت الفصائل الموالية لتركيا افتتحت ورشًا لإعادة تدوير البلاستيك وتصنيع الأنابيب الزراعية، نظرًا لتوفر الخامات اللازمة لهذه الصناعات، حيث سرقت كميات كبيرة من أنابيب الري من المشاريع الزراعية في ريف سريكاني وتل تمر وأبو راسين.