Skip to main content

قاليباف يطالب الكاظمي بطرد الأمريكيين في العراق

محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإيراني
AvaToday caption
لم تطل القوى السياسية الشيعية الانتظار كثيرا على رئيس الحكومة الجديدة مصطفى الكاظمي، إذ سارعت إلى التعبير عن ضرورة تحويل مفاوضات الشهر الجاري مع الولايات المتحدة إلى مناسبة لتحقيق هدف واحد، وهو إخراج القوات الأميركية من العراق
posted onJune 1, 2020
nocomment

كشف الرئيس الجديد لمجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، عن ملامح السياسة الإيرانية في العراق خلال المرحلة القادمة، ملمحا إلى عدم رضاه عن المفاوضات التي يفترض أن يجريها العراق مع الولايات المتحدة خلال الشهر الجاري لإعادة ترسيم شكل العلاقة بين البلدين.

وفي أول خطاب له بعد تنصيبه رئيسا لمجلس الشورى الذي انتخب في فبراير الماضي، قال قاليباف إن التفاوض مع الولايات المتحدة لا فائدة منه، وذلك قبل أقل من أسبوعين على الموعد المنتظر لبدء مشاورات إعادة ترسيم العلاقة بين بغداد وواشنطن، في العاصمة بغداد.

وكانت الكتل الشيعية في البرلمان العراقي، صوتت في يناير الماضي على قرار ينص على إلزام الحكومة بإخراج القوات الأجنبية من العراق، وسط مقاطعة صريحة من الكتل النيابية السنية والكوردية.

ويعمل حلفاء إيران في العراق على تحويل هذا القرار البرلماني إلى منصة تشريعية لطرد القوات الأميركية من العراق، لكن الممانعة السنية الكردية تعطل المضي في هذا الاتجاه حتى الآن.

وعولت القوى السياسية الشيعية على إبقاء رئيس الحكومة السابقة عادل عبدالمهدي في منصبه، أطول مدة ممكنة، برغم استقالته إثر الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت مطلع أكتوبر الماضي، كي يضمن تنفيذ قرار القوات الأميركية من العراق، لكن الأحداث السياسية المتسارعة في البلاد أزاحته من الواجهة.

ولم تطل القوى السياسية الشيعية الانتظار كثيرا على رئيس الحكومة الجديدة مصطفى الكاظمي، إذ سارعت إلى التعبير عن ضرورة تحويل مفاوضات الشهر الجاري مع الولايات المتحدة إلى مناسبة لتحقيق هدف واحد، وهو إخراج القوات الأميركية من العراق.

وبدا أن قاليباف يعزز الضغط السياسي الداخلي الشيعي على الكاظمي، عندما أشار يوم الأحد إلى أن هدف بلاده الرئيسي هو “طرد الجيش الأميركي الإرهابي من المنطقة تماما”.

وفُهمت تصريحات قاليباف في بغداد على أنها تهديد صريح للقوات الأميركية في العراق، التي سبق أن تعرضت لهجمات إيرانية مباشرة وغير مباشرة على مدى الشهور الماضية.

وتترجم تصريحات قاليباف الذي ينحدر من مؤسسة الحرس الثوري الإيراني، المتهمة بأنشطة تقويض خارجية تسببت في وضعها على لائحة المنظمات الإرهابية، رؤية المتشددين في الإدارة الإيرانية، الذين يعملون تحت إمرة المرشد الأعلى علي خامنئي، في موازاة الإصلاحيين الممثلين بالرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف.

ومع إصابة خامنئي بأمراض متعددة قد تعرضه للرحيل في أي لحظة، يسعى المتشددون في إيران إلى رفع مستوى التصعيد الخارجي، لضمان الهيمنة المتعلقة باختيار المرشد الجديد.

ويقول مراقبون إن العراق يمثل حجر الزاوية في السياسة الخارجية الإيرانية القائمة على التوسع، إذ أوكلت قيادتها على مدى أعوام إلى الجنرال الشهير قاسم سليماني، الذي قتله الأميركيون في غارة قرب مطار بغداد مطلع يناير الماضي. وتوعد قاليباف أيضا بالانتقام لمقتل سليماني، قائد العمليات الخارجية في الحرس الثوري.

وقال في هذا السياق “تعاملنا مع أميركا الإرهابية يتضمن إكمال سلسلة الانتقام لدم سليماني (…) وسيستكمل بطرد الجيش الأميركي الإرهابي من المنطقة تماما”.

وفي ظل وجود قوة عسكرية أميركية مدججة بأحدث وأقوى المعدات الحربية، يبدو أن مستقبل السياسة التوسعية الإيرانية في العراق لن يكون مشرقا.

لذلك، فإن أكثر ما يهدد خطط المتشددين الإيرانيين، هو علاقة عراقية أميركية، تتضمن تعاونا عسكريا يسمح بوجود قوات قتالية أجنبية في مسرح مجاور لساحة طهران.

ويعتقد مراقبون أن هجوم قاليباف الاستباقي على المفاوضات العراقية الأميركية المنتظرة، يستهدف خفض طموحات حكومة الكاظمي في بناء شراكة وثيقة مع الولايات المتحدة على أساس عسكري.

لذلك، تدور الكثير من التوقعات في بغداد بشأن إمكانية تصعيد اللهجة الإيرانية ضد المفاوضات المنتظرة، كلما اقترب موعدها، دون استبعاد وجود رسائل تحذيرية إيرانية للكاظمي من التمادي في التفاهمات مع الولايات المتحدة.

لكن المتشددين في إيران، قد يجدون أيديهم عاجزة عن التأثير في مسار هذه المفاوضات، مع الرغبة السنية الكردية العلنية في تحقيق أكبر فائدة منها، بما في ذلك عرض استضافة قوات أميركية في محافظات لا يشكل الشيعة أغلبية فيها، كأربيل ونينوى والأنبار.