تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

إيران قصفت أربيل بصواريخ ذكية

مقر مستثمر
AvaToday caption
قال رئيس لجنة تقصي الحقائق، حاكم الزاملي خلال مؤتمر صحفي، إن نتائج التحقيقات ستُحال إلى الحكومة لاتخاذ إجراءات ضد ما وصفه بـ"التهديد الإيراني"
posted onMarch 18, 2022
noتعليق

أعلن وزير الداخلية بإقليم كوردستان ومرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني لرئاسة العراق ريبر أحمد، الخميس أن الصواريخ التي استهدفت بها إيران مدينة أربيل يوم الأحد الماضي هي صواريخ "حربية ذكية عابرة للحدود لا تُستخدم إلا في حالات الحرب".

وقد تؤثر تصريحات الوزير الكوردي على حظوظه في الفوز بمنصب الرئاسة حيث قد تعارض الكتل البرلمانية الموالية لإيران ترشيحه بعد أن نجحت ضغوطها في استبعاد هوشيار زيباري (المرشح السابق للحزب الديمقراطي الكوردستاني لمنصب الرئاسة). 

وأثار الهجوم الصاروخي الذي تبنى تنفيذه الحرس الثوري الإيراني وقال إنه استهدف موقعا لجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، غضبا في العراق واعتبرته الحكومة الاتحادية وكذلك حكومة إقليم كوردستان، انتهاكا لسيادة العراق وتهديدا لأمنه واستقراره، بينما قررت بغداد وأربيل تشكيل لجنة تحقيق مشتركة، وسط دعوات محلية لتشكيل لجنة تحقيق دولية.

وكشف الوزير الكوردي الذي فجر ترشيحه من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني للرئاسة خلافا مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، المواقع التي استهدفتها الصواريخ الإيرانية مشيرا إلى أن "المواقع المستهدفة هي موقع مدني لإقامة مستثمر كوردي عراقي معروف على مستوى العراق".

ولم يذكر ربير أحمد اسم المستثمر العراقي الكوردي الذي استهدف الهجوم مقر إقامته، وهو أمر يثير أسئلة حول هويته التي يبدو أن داخلية الإقليم تفضل عدم كشفها ربما لأسباب أمنية لكن في الوقت ذاته فتحت الباب للتأويلات ومن ضمنها وجود صلة بينه (المستثمر) وبين إسرائيل وهو أمر لا يمكن تأكيده أو نفيه في انتظار أن تبادر سلطات أربيل بالكشف عنه أو ربما يصدر عن إيران أو وسائل إعلامها الرسمية ما يفيد بهويته أو صلاته المحتملة مع تل أبيب.

وتحدث ريبر أحمد أمام لجنة تقصي حقائق بشأن الهجوم في مقر البرلمان العراقي بالعاصمة بغداد، إن "قصف أربيل تجاوز على السيادة العراقية وخرق للاتفاقيات ومعاهدات حسن الجوار"، مضيفا "للأسف الصواريخ التي استُخدمت لضرب أربيل، هي صواريخ حربية ذكية عابرة للحدود لا تُستخدم إلا في حالات الحرب".

وقال رئيس لجنة تقصي الحقائق، حاكم الزاملي خلال مؤتمر صحفي، إن نتائج التحقيقات ستُحال إلى الحكومة لاتخاذ إجراءات ضد ما وصفه بـ"التهديد الإيراني".

وتابع "العراق تربطه بإيران علاقات، حيث ساعدتنا في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي ولكن هذا لا يعني أن تعتدي علينا"، معتبرا أن "الاعتداء على العراق إضعاف لإيران، وقوة العراق من قوة إيران ودول الجوار وليس من المنطق أن يُستهدف ويكون موقفنا محرجا أمام دول العالم"، مشددا على أن "الاستهداف غير مبرر، خاصة وأن لدينا مواثيق ومعاهدات مع الجارة إيران".

وتقول إيران إنها استهدفت موقعا في أربيل تتخذه إسرائيل للتجسس عليها، بينما ذكرت مصادر أن الهجوم الإيراني جاء ردا على استهداف إسرائيل موقعا إيرانيا لصناعة الطائرات المسيّرة، فيما تنفي حكومة إقليم كوردستان العراق نفيا قاطعا أي تواجد إسرائيلي على أراضيها.

والأحد، تعرضت أربيل لقصف بـ12 صاروخا باليستيا من خارج العراق، استهدف حيا قرب القنصلية الأميركية دون خسائر بشرية، وفق جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم. ولاحقا، تبنى الحرس الثوري الإيراني في بيان، الهجوم، وقال إنه استهدف قاعدة لـ"الموساد" الإسرائيلي.

وسبق وأن اتهمت طهران إسرائيل بالمسؤولية عن هجمات إلكترونية طالت عددا من مرافقها الحيوية، بالإضافة إلى تفجيرات واغتيال علماء، لاسيما في المجال النووي.

وكانت حكومة إقليم كوردستان قد طالبت على إثر الاعتداء بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في قصف أربيل بصواريخ باليستية من جانب الحرس الثوري الإيراني قبل أيام.

وعقب جلستها الأسبوعية، قالت حكومة الإقليم في بيان إن مجلس الوزراء "تباحث إزاء الهجوم الصاروخي على المناطق السكنية لمواطني أربيل فجر 13 من الشهر الجاري".

وقال رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني خلال الجلسة، إن "الهجوم يمثل اعتداء على حياة مواطني إقليم كوردستان وأمنهم وسيادة العراق"، وفق البيان، مضيفا "يتعين على العراق والمجتمع الدولي وضع حد لمثل هذه الاعتداءات والانتهاكات". كما شدد على أن "الاتهامات والافتراءات ضد إقليم كوردستان لا أساس لها من الصحة وهي بعيدة كل البعد عن الحقيقة".

وكان يشير إلى ادعاء إيران بأنها قصفت موقعا في أربيل يستخدمها جهاز الموساد الإسرائيلي قاعدة للتجسس والاعتداء على طهران، معتبرة أنه يشكل تهديدا مباشرا لأمنها القومي.

ورغم أن الأحزاب الموالية لإيران أعلنت رفضها استهداف الأراضي العراقية أو استخدامها منصة للاعتداء على دول الجوار وتحديدا إيران، إلا أنها لن تحيد على أرجح التقديرات عما ترسمه وتقرره طهران صاحبة الثقل والدور الوازن في دعم وإسناد شيعة العراق.

وقد تدفع تصريحات وزير داخلية إقليم كوردستان والمرشح "المقبول" من قبل كتل الأحزاب الشيعية الموالية لإيران لمنصب الرئاسة في العراق والذي ينظر إليه في بورصة الترشحات على أنه الأوفر حظا لنيل أصوات الكتل البرلمانية، تلك الأحزاب لتغيير موقفها أو الدفع نحو استبعاده كما فعلت مع المرشح السابق هوشيار زيباري.

وإلى حدّ الآن ل تعلن الأحزاب الموالية لإيران عن موقفها بشكل نهائي من ترشيح ريبر أحمد الذي من المقرر أن يجتمع الخميس مع قادة الإطار التنسيقي (للقوى الشيعية العراقية)، وفق ما ذكرت وكالة شفق نيوز الكوردية العراقية نقلا عن مصدر سياسي لم تسمه.

وبحسب المصدر ذاته من المقرر أن يبحث الإطار التنسيقي مع ربير أحمد جملة من الملفات بما فيها مسألة ترشيحه وموقف الإطار منه، مشيرا إلى أن "الإطار يتطلع للتحصل على ضمانات عدم تفرد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بتسمية رئيس الحكومة دون التوافق عليه داخل البيت الشيعي".