تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تركيا والعمال الكردستاني يحولان كوردستان إلى ميدان حرب

العمال الكوردستاني
AvaToday caption
تريد تركيا إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في المنطقة على غرار تلك التي تقيمها في شمال سوريا والتي تشكل منطلقا رئيسيا لعملياتها الجوية ضد المسلحين الكورد السوريين
posted onJune 14, 2021
noتعليق

تشهد مدن وبلدات كوردية تقع في شمال شرق محافظة دهوك العراقية بإقليم كوردستان شبه المستقل (شمال العراق) مواجهات مسلحة بين القوات التركية ومسلحي حزب العمال الكوردستاني الذي يشن منذ عقود تمردا مسلحا على الدولة التركية، فيما تأتي هذه التطورات بينما يثير الوجود العسكري التركي في الساحة العراقية جدلا وغضبا بسبب انتهاكات أنقرة الواسعة لسيادة العراق.

وبحسب مدير ناحية كاني ماسي  بمحافظة دهوك فإن "اشتباكات عنيفة اندلعت صباح اليوم الاثنين بين الجيش التركي ومسلحي حزب العمال الكوردستاني التركي بالقرب من قرية هروري التابعة لناحية كاني ماسي بقضاء العمادية شمال شرقي دهوك بإقليم كوردستان مما أثار هلع السكان المدنيين في المنطقة" .

وأوضح  أن "الجيش التركي استخدم طائرات هليكوبتر لضرب مواقع حزب العمال مما أثار هلعا وخوفا بين المدنيين من سكان القرى القريبة الذين لم يتركوا قراهم رغم القصف والاشتباكات المسلحة التي باتت تحدث بشكل شبه يومي بين الجانبين".

وذكر بكر بايز قائممقام قضاء قلعة دزة أن "الطائرات التركية استهدفت سيارة مدنية بالقرب من قرية غيرا التابعة لقضاء قلعة دزة  وأدت  إلى مقتل أربعة أشخاص وتدمير السيارة"، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية تدقق في هويات القتلى الذين كانوا يستقلون تلك السيارة.

وكان تلفزيون العراقية الرسمي أفاد بأن طائرات تركية قصفت سيارة مدنية تقل أربعة عراقيين أكراد  في محافظة السليمانية مما تسبب بمقتلهم جميعا.

وتقوم القوات العسكرية التركية بعمليات عسكرية واسعة في مناطق إقليم كوردستان شمالي العراق لملاحقة حزب العمال الكوردستاني أقصى شمالي البلاد.

وتثير العمليات التركية موجة سخط خاصة في السليمانية التي انتفضت أكثر من مرة تنديدا بمقتل مدنيين في عدة مناطق كوردية في شمال العراق. كما تثير انتهاك تركيا لسيادة العراق توترا بين أنقرة وبغداد، إلا أن موقف الحكومة العراقية الاتحادية يبدو ضعيفا ولم يرق إلى مستوى الأحداث وهو ما يثير كذلك حالة من الاحتقان لدى أحزاب سياسية وميليشيات شيعية مسلحة موالية لإيران.

وسبق لتلك الميليشيات أن دعت تركيا لسحب قواتها، مهددة بأنها ستتعامل مع القوات التركية باعتبارها قوات احتلال ما يعني أنها ستكون هدفا مشروعا للاستهداف.

ورغم ذلك تمضي أنقرة في تعزيز وجودها العسكري في شمال العراق خاصة في المناطق القريبة من معاقل حزب العمال الكوردستاني في سنجار وقنديل.

وتريد تركيا إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في المنطقة على غرار تلك التي تقيمها في شمال سوريا والتي تشكل منطلقا رئيسيا لعملياتها الجوية ضد المسلحين الكورد السوريين.

وتأخذ احزاب سياسية عراقية وتلك الميليشيات الموالية لإيران صمت حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ولماذا لم تتحرك لوقف الانتهاكات التركية لسيادة العراق، حيث تنفذ انقرة عمليات عسكرية وتوغلات برية دون تنسيق مع الجهات العراقية الرسمية.

كما أن الرئيس التركي هدد علنا بأن بلاده ستأخذ زمام الأمور بيدها ما لم تتحرك بغداد لكبح أنشطة حزب العمال الكوردستاني وهو أمر يعتبر إهانة واستهانة بالسلطات العراقية.

وتبرر تركيا عملياتها حتى تلك التي يقتل فيها مدنيون أكراد في شمال العراق، بأنها موجهة ضد الجماعات الإرهابية.

وحزب العمال الكوردستاني مصنف تنظيم إرهابي من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وهو ما أعطى أنقرة ذريعة لملاحقة المتمردين الكورد حتى خارج الأراضي التركية.