تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البوكمال؛ أرض المواجهة الإيرانية الإسرائيلية

قاعدة الإمام علي على الحدود السورية العراقية
AvaToday caption
الضربة الأخيرة التي استهدفت البوكمال والتي جرت الاثنين الماضي، كان قد قتل فيها عناصر موالون لحزب الله، فيما تسببت ضربات مماثلة في 31 مايو بمقتل خمسة مقاتلين غير سوريين موالين لإيران
posted onAugust 5, 2020
noتعليق

تتعرض المواقع الإيرانية في البوكمال شرقي سوريا، إلى عدة ضربات جوية، تشير تقارير إلى أن إسرائيل هي من يقف وراءها.

 

وتستهدف إسرائيل، بحسب التقارير، قاعدة عسكرية ونفقا سريا، تعمل إيران على بنائهما في تلك المنطقة الحدودية المحاذية للعراق.

 

ومنذ اندلاع النزاع قبل أكثر من تسع سنوات، كثفت إسرائيل وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع لجيش النظام السوري وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله.

 

المرصد السوري لحقوق الإنسان كان قد كشف، الاثنين، أن صواريخ "يرجح أنها إسرائيلية" سقطت في مدينة البوكمال، ما تسبب بمقتل 15 مقاتلا عراقيا موالين لإيران، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي.

 

الضربات الإسرائيلية التي تنفذها في سوريا، نادرا ما يؤكدها الإسرائيليون، أو يعلقون عليها، ولكن إسرائيل تقول إنها لن تتوانى عن التصدي لمحاولات طهران، ترسيخ وجودها العسكري في سوريا، وبما سيعزز من قدرتها على إرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني، وهو ما يهدد أمن وسلم المنطقة.

 

لماذا تركز إسرائيل على هذه المنطقة رغم أنها بعيدة عنها؟ ولماذا تصر إيران على بناء قاعدة هناك رغم الضربات الإسرائيلية المتكررة لها؟

ما السر وراء هذه المنطقة التي تقع على الحدود السورية العراقية؟

التأكيد الوحيد من إسرائيل على تنفيذها ضربات جوية في الداخل السوري مؤخرا، كان بالبيان الذي أصدرته الاثنين الماضي، عندما كشفت أن "طائرات ومروحيات حربية ضربت أهدافاً تابعة للجيش السوري في جنوب سوريا"، شملت "مواقع استطلاع ووسائل جمع معلومات ومدافع مضادة للطائرات".

أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الثلاثاء، تحذيرا شديد اللهجة لحزب الله اللبناني، مؤكدا أن إسرائيل ستدافع عن نفسها.

وحذرت من أن "النظام السوري يعتبر مسؤولا عن أي عملية تنطلق من أراضيه وستواصل العمل بتصميم ضد أي عمل يمس بسيادة دولة إسرائيل".

وجاءت الضربات، وفق البيان "ردا على عملية زرع العبوات الناسفة التي تم إحباطها" في جنوب هضبة الجولان.

وتنتشر قوات إيرانية وأخرى عراقية ومجموعات داعمة لدمشق في منطقة واسعة في ريف دير الزور الشرقي، خصوصاً بين مدينتي البوكمال الحدودية والميادين.

ومنذ العام  الماضي، رصدت صورا التقطتها أقمار اصطناعية قيام إيران ببناء قاعدة الإمام علي، التي تضم مستودعات كبرى، ونفقا سريا.

دوى انفجار عنيف في منطقة الحزام الأخضر، جنوب مدينة البوكمال في ريف دير الزور، شرقي سوريا، فجر الاثنين، نتيجة غارة من طائرة حربية مجهولة، استهدفت موقعا للميليشيات الإيرانية

وتعرضت هذه القاعدة لضربات جوية أكثر من مرة لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، وتم تدمير أعمال البناء في المنتطقة التي تضم ثمانية مبان رئيسية.

الضربة الأخيرة التي استهدفت البوكمال والتي جرت الاثنين الماضي، كان قد قتل فيها عناصر موالون لحزب الله، فيما تسببت ضربات مماثلة في 31 مايو بمقتل خمسة مقاتلين غير سوريين موالين لإيران.

وفي 17 مايو، أسفرت ضربات جوية عن مقتل سبعة مقاتلين موالين لإيران، وفق المرصد، بعد أيام من استقدامهم تعزيزات عسكرية.

المحلل المختص بشؤون الشرق الأوسط، شاؤول مشنه، قال في رد على استفسارات "الحرة"، إن إيران تسعى لترسيخ وجودها في البوكمال وتحويلها إلى ما يشبه جسرا بريا لنشاطاتها في المنطقة. فمنها تستطيع التحرك، وتسيير أنشطة نقل الأسلحة ما بين سوريا والعراق وحتى إيصالها لحزب الله.

وأضاف أنها منطقة استراتيجية على الحدود السورية – العراقية، وبإيجاد إيران قاعدة لها هناك، فهذا يعني جعلها منطقة تحكم وتنقل خاصة لها ولوكلائها، أكانوا الحشد الشعبي، أم حزب الله، أو وكلائها الآخرين في سوريا.

وأوضح أن إسرائيل لن تسمح بجعل هذه المنطقة، حتى وهي بعيدة عنها، نقطة تمركز لطهران، خاصة وأن من الممكن عبرها نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله.

كشفت تقارير تحركات إيرانية تعزز من وجودها العسكري في سوريا من خلال قاعدة جديدة، ناهيك عن نشاط صناعي عسكري في لبنان يستهدف إنتاج صواريخ من قبل حزب الله.

ورجح مشنه استخدام إسرائيل مقاتلات F-35، خاصة وأنها تحتاج إلى عبور دولتين أو ثلاث من أجل الوصول للمنطقة التي تريد قصفها في شرق سوريا، حتى إن لم تعترف إسرائيل بذلك رسميا.

وألمح إلى أن إسرائيل وأميركا توجهان رسالة لطهران، بأن نشاطها في هذه المنطقة هو شأن أميركي وإسرائيلي، وأن عليها وقف نشاطها في هذه المنطقة، وذلك من خلال نشرها تغريدة تتعلق بمناورات تدريبية لمقاتلات حربية إسرائيلية وأميركية جرت خلال الأيام القليلة الماضية.

وتشترك سوريا مع العراق بحدود تمتد لحوالي 600 كلم، يقع أكثر من نصفها تقريبا في محافظة الأنبار، وهي تضم معبر القائم من الجانب العراقي، والذي يعرف بمعبر البوكمال من الجانب السوري.

المحلل الاستخباراتي الأميركي، مارك بيري، كان قد قال في تصريحات سابقة لموقع "الحرة" إن توسع إيران في سوريا بقواعد عسكرية "يعد أمرا هاما واستراتيجيا لطهران من أجل توفير عدة مناطق لها في حال أرادت توجيه ضربات صاروخية لدول أخرى في المنطقة".

وأضاف أن تصميم إيران على بناء قاعدة الإمام علي في تلك المنطقة رغم الضربات الجوية التي تلقتها "ما هو إلا دليل على تحرك مضاد على ما واجهته خلال الفترة الأخيرة من تضييق بسبب ممارساتها في المنطقة، ما يدفعها للتوسع بإيجاد قواعد لها خاصة في سوريا".

كشف تقرير لصحيفة "جورشليم بوست" تفاصيل جديدة بشأن قاعدة "الإمام علي" الإيرانية الواقعة قرب الحدود العراقية السورية، فيما أشار إلى أن عناصر ميليشيا حزب الله العراقي الموالون لإيران هم من يسيطرون على القاعدة في الوقت الحالي.

وأكد بيري أن "النظام الإيراني يرى في قاعدة الإمام علي أهمية جيوستراتيجية خاصة وأنها قريبة من الحدود العراقية بشكل كبير، وتستطيع خدمة أهدافهم في البلدين"، مشيرا إلى أن الممر القريب منها في البوكمال سيشكل نقطة هامة لنقل الأسلحة والصواريخ.

شبكة فوكس نيوز الأميركية، كانت قد نشرت تقارير أكثر من مرة عن هذه القاعدة، التي ستأوي آلاف الجنود والقوات التابعة لإيران، كما أنها تتضمن مباني مختلفة يمكن تخزين الصواريخ فيها، وأنفاق داخلية يتم حفرها تحت مستودعات كبيرة.

وتمتد القاعدة على ما مساحته 20 كلم، وتضم 30 كلم من الطرق الداخلية، وهي ترتبط بقاعدة "تي فور" التي تبعد عنها 300 كلم، عبر الطرق الصحراوية، والتي تضم منشآت إيرانية.